عِلاَجُ الْقرْحَةِ وَالْجُرْحِ
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَكى الإنْسَانُ، أَوْ كَانَتْ بِهِ قرْحَةٌ، أَوْ جُرْحٌ، قَالَ بِأُصْبُعِهِ هكَذا، وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالأَرْضِ، ثُمَّ رَفَعَها وقال: ((بِسمِ اللهِ، تُرْبَةُ أرْضِنَا، بِرِيقَةِ بَعْضِنَا، يُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا، بإذْنِ رَبِّنَا))([1]).
وَمَعْنَى الْحَدِيثِ: أَنَّهُ يَأْخُذُ مِنْ رِيقَةِ نَفْسِهِ عَلَى أَصْبَعِهِ السَّبَّابَةِ، ثُمَّ يَضَعُهَا عَلَى التُّرَابِ فَيَعْلَقُ بِهَا مِنْهُ شَيْءٌ، فَيَمْسَحُ بِهِ عَلَى الْمَوْضِعِ الْجَرِيحِ، أَوِ الْعَلِيلِ، وَيَقُولُ هَذَا الْكَلاَمَ فِي حَالِ الْمَسْحِ([2]).
عِلاَجُ الْمُصِيبَةِ
1- ]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ * لِكَيْ لَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ[([3]).
2- ]مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ[([4]).
3- ((مَا مِنْ عَبْدٍ تُصيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ: إنّا للهِ وَإنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي في مُصِيبَتي، وَأخْلِفْ لِي خَيراً مِنْهَا، إِلاَّ أَجَرَهُ اللهُ تَعَالَى في مُصِيبَتِهِ، وَأخْلَفَ لَهُ خَيْراً مِنْهَا))([5]).
4- ((إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِمَلاَئِكَتِهِ: قَبَضْتُم وَلَدَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ؟ فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ([6])، فَيَقُولُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتَاً فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْحَمْدِ»([7]).
5- ((يَقُولُ اللهُ تَعَالَى : مَا لعَبدِي المُؤْمِنِ عِنْدِي جَزَاءٌ إِذَا قَبَضْتُ صَفِيَّهُ مِنْ أهْلِ الدُّنْيَا ثُمَّ احْتَسَبَهُ إلاَّ الجَنَّةَ» ([8]).
6- وَقَالَ النَّبِيُّ r لِرَجُلٍ مَاتَ ابْنُهُ: « أَلَا تُحِبُّ أَنْ لَا تَأْتِيَ بَابًا مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ إِلَّا وَجَدْتَهُ يَنْتَظِرُكَ»([9]).
7- ((يَقُولُ اللَّهُ u: إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدِي بِحَبِيبَتَيْهِ فَصَبَرَ [وَاحْتَسَبَ] عَوَّضْتُهُ مِنْهُمَا الْجَنَّةَ)) يُرِيدُ عَيْنَيْهِ»([10]).
8- ((مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى: مِنْ مَرَضٍ فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا»([11]).
9- «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُشَاكُ شَوْكَةً فَمَا فَوْقَهَا إِلَّا كُتِبَتْ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ»([12]).
10- «مَا يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ مِنْ وَصَبٍ([13])، وَلاَ نَصَبٍ([14])، وَلاَ سَقَمٍ، وَلاَ حَزَنٍ، حَتَّى الْهَمِّ يُهَمُّهُ([15])، إِلاَّ كُفِّرَ بِهِ مِنْ سَيِّئَاتِهِ»([16]).
11- «إنَّ عِظَمَ الْجَزَاءِ مَعَ عِظَمِ الْبَلَاءِ, وَإِنَّ اللهَ إِذَا أَحَبَّ قَوْمًا ابْتَلَاهُمْ, فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا, وَمَنْ سَخِطَ فَلَهُ السَّخَطُ»([17]).([18]).
12- « ...فَمَا يَبْرَحُ الْبَلَاءُ بِالْعَبْدِ([19]) حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الْأَرْضِ وَمَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ»([20]).
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) البخاري مع الفتح، 10/ 206، برقم 5745، ومسلم، 4/ 1724، برقم 2194.
([2]) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 14/ 184، وفتح الباري لابن حجر، 10/ 208، وانظر شرحاً وافياً للحديث في زاد المعاد، 4/ 186-187.
([3]) سورة الحديد، الآيتان: 22-23.
([4]) سورة التغابن، الآية: 11.
([5]) مسلم، 2/ 633، برقم 918.
([6]) أي قال: الحمد لله، إنَّا لله وإنَّا إليه راجعون.
([7]) الترمذي، برقم 1021، وحسنه الألباني في: صحيح الترمذي 1 / 298 .
([8]) البخاري مع الفتح، 11/ 242، برقم 6424.
([9]) أحمد، برقم 15595، والنسائي، 4/ 23، في الجنائز، باب الأمر بالاحتساب والصبر عند نزول المصيبة، برقم 1870، وسنده صحيح على شرط الصحيح، وصححه ابن حبان، 8/ 209، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 2007، وانظر: فتح الباري، 11/ 243.
([10]) البخاري مع الفتح، 10 / 116، برقم 5653، وما بين المعقوفين من سنن الترمذي، برقم 2400، انظر: صحيح الترمذي، 2 / 286.
([11]) البخاري مع الفتح، 10/ 120، برقم 5648، ومسلم، 4 / 1991، برقم 2571.
([12]) مسلم، 4/ 1991، برقم 2572.
([13]) الوصب : الوجع اللازم ومنه قوله تعالى : ( وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ) أي لازم ثابت . انظر شرح النووي، 16 / 130 .
([14]) النصب : التعب .
([15]) قيل بفتح الياء وضم الهاء « يَهُمُّه » وقيل « يُهَمه » بضم الياء وفتح الهاء ، أي : يغمه وكلاهما صحيح ، انظر شرح النووي على صحيح مسلم، 16 / 130 .
([16]) مسلم، 4/ 1993، برقم 2573.
([17]) الترمذي، برقم 2396، وابن ماجه، برقم 4031، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي،
2 / 286 .
([18]) السُّخْط والسَّخَط: خلاف الرضا. وقد سَخِطَ، أي غضب، فهو ساخِطٌ. وأَسْخَطَهُ، أي أغضبه. ويقال: تَسَخَّطَ عطاءه، أي استقلَّه ولم يقع منه مَوقِعاً. وسَخِط سَخَطًا من باب تعب و(السُّخْطُ) بالضم اسم منه، ...وسَخِطْتُهُ وسخطت عليه وأَسْخَطْتُهُ فَسَخِطَ مثل أغضبته فغضب وزنا ومعنى. انظر: الصحاح، مادة سخط، والمصباح المنير ، مادة سخط.
([19]) أي: المرء المسلم.
([20]) الترمذي، برقم 2698، وابن ماجه، برقم 4023، وحسنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي، 2 / 286 .
تقبل مروري بارك الله فيك
دمت لنا ودام قلمك
K!M0الأحد يونيو 15, 2014 9:56 am