عندما يأكل الشر بعضه

مروان شاب متهور، يلهث وراء شهواته الشيطانية ضارباً عرض الحائط بكل القيم والتقاليد والأعراف، فقد ترك مقاعد الدراسة وامتهن مهناً متعددة وآخرها سائق سيارة عمومي، التقى بملذاته وسلوكه غير الأخلاقي صديقاً اسمه حسام وغالباً ما كانا يقضيان أوقاتهما في البحث عن الملذات واللهو والعبث مع الفتيات والسكر والخمر...
تزوج مروان من ابنة جيرانهم بعدما ربطها به بعلاقة مشبوهة، وخوفاً من افتضاح أمره وأمرها اضطر إلى الزواج بها، وبعد مضي فترة من الزمن نصحه صديقه حسام ان يلتفت الى عائلته وبيته بعدما كبرت إذ أصبح لديه عدة أولاد وان يرتدع عن أفعاله البشعة بملاحقة النساء والفتيات، وإنفاق أمواله على ملذاته المحرمة، ولكن الطبع غلاب، لم يستطع مروان ان ينصاع لهذه النصائح ولم يضع في حسابه عائلته وزوجته وأطفاله، فأقام علاقة مع أخت صديقه الحميم حسام، وكونه الصديق المقرب من حسام كان مسموحاً له دخول البيت متى شاء، ما أتاح له المجال واسعاً ان يلتقي بصفاء أخت حسام، وكونه كان على دراية بأوقات وجود حسام في البيت رتب هو وصفاء أمورهما على الالتقاء عندما لا يكون أخوها في البيت.
أخذت صفاء تلح على مروان بالزواج بها خوفاً من افتضاح أمرها، وكان مروان يتهرب منها بأعذار مختلفة وأهمها انه لا يستطيع التخلص من زوجته لأنها قد وضعت عليه شرطاً في عقد الزواج بدفع مبلغ كبير من المال في حال طلاقها، وكونه لا يملك هذا المبلغ ولا جزءاً بسيطاً منه فإنه لا يستطيع التخلص منها، ووعدها بأن يجد لها حلاً.
مروان الذي اعتاد الغدر والخيانة قرر ان يتخلص من كليهما، زوجته التي تزوجها في لحظة خوف من العواقب وأصبحت عبئاً عليه، وصفاء التي باتت تلح عليه وترهقه بطلبها المتكرر للزواج بها.. وحرك الشيطان ذهنه بفكرة جهنمية يتخلص بها من الاثنتين معاً وعزم على تنفيذها.
التقى مروان بصفاء وطمأنها بأنه قد وجد الحل للتخلص من زوجته والارتباط بها ولكن لا بد من مساعدتها إياه لاتمام الخطة، فما كان منها إلا ان أبدت استعدادها لأن تقدم أي شيء وبأي ثمن في سبيل ان يتزوج بها، شرح مروان لصفاء خطته في التخلص من زوجته ودورها، واتخذ قرار التنفيذ ليلة الخميس في الوقت الذي يكون فيه قد رتب أموره على أساس انه مسافر في رحلة لمدة أسبوع، وبالفعل فقد أعلم مروان عائلته وزوجته وعائلة زوجته بأنه مسافر وابتعد عن المنزل.
أخذ في الاتصال بهم للاطمئنان عنهم كل يوم، في تلك الأثناء كانت الخطة تقتضي ان تذهب صفاء الى منزل مروان متنكرة بزي رجل يلبس جلابية ويضع على وجهه شماخاً وما ان تفتح لها زوجة مروان الباب حتى تباغتها بطعنة سكين قاتلة وهذا ما حصل.
قتلت صفاء زوجة مروان امام منزلها وولت هاربة دون ان تترك أثراً.
عاد مروان الى بيته فور سماعه خبر مقتل زوجته ودموعه تسبقه وحسراته على شبابها وأطفاله تحرق دموع المعزين الذين وجدوا فيه الزوج المخلص المفجوع الذي أقسم أمامهم بالثأر لزوجته من الفاعل.
بعد انقضاء فترة العزاء والحداد، التقى مروان بصفاء وعاشا يوماً حافلاً بالرذيلة وكان دماغه لا ينفك يفكر بالخطة التي أعدها للقضاء على صفاء أيضاً.
أقنع صفاء بمرافقته الى البحر ليستمتعا بالجو الساحر وينفضا عنهما عناء الأيام الماضية، وبالفعل طابت الفكرة لصفاء ووجدتها مناسبة لتترك رسالة لأخيها تعلمه فيها بأنها ذهبت مع مروان ليتزوجا بعد ان فض بكارتها.
عندما قرأ حسام الرسالة جن جنونه وثارت ثائرته وقرر الانتقام من صديق عمره الذي تمادى عليه وألحق العار به وهو الذي ائتمنه على اخته وعرضه فلحق بهما. لم يكد يصل مروان وصفاء الى الشاليه الذي حجزه حتى تفاجأا بوجود حسام أمامهما.. أذهلتهما المفاجأة.. وبدأ مروان يتلعثم في الكلام، وبدأ يقول له وقد شاهد الشرر يتطاير من عينيه: “حسام اعقل كي أشرح لك.. لقد أتيت بأختك الى هنا خوفاً عليها من الشرطة، وهي التي قتلت زوجتي لأنها تريدني، وكانت تغار منها.. حسام اعقل ولا تتهور وأنت صديق عمري”، كان حسام قد شهر سكيناً وهجم على مروان والذي كان بدوره قد استل سكينه أيضاً، تعارك الاثنان، وطعن كل منهما الآخر طعنة مميتة، وصفاء تصرخ بشكل هيستيري، مما دفع الناس للتجمهر حولهما وما ان بدأت صفارات سيارات الشرطة تدوي حتى لفظ كليهما أنفاسه الأخيرة وكانت الأمواج تبتلع جسد صفاء ويغيب صراخها ويتلاشى.