نبذه عنه هو شعيب بن يشخر بن لاوى بن يعقوب. ويقال هو شعيب بن نويب بن عيفا بن مدين بن ابراهيم. ويقال هو شعيب بن ضيفور بن عيفا بن ثابت بن مدين بن ابراهيم ، وقيل غير ذلك فى نسبه . ويقال بالسريانيه بنزون، وقال ابن عساكر ان جدته ويقال امه بنت لوط، وكان ممن امن بأبراهيم وهاجر معه و دخل معه دمشق. وكان بعض السلف يسميه خطيب الانبياء لبلاغته وفصاحته وعلو عبارته فى دعاية قومه . كذلك روى عن ابن عباس انه قال :كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا ذكر سيدنا شعيب قال ذاك خطيب الانبياء . قصته مع اهل مدين كان اهل مدين كفارا يقطعون السبيل ويخيفون الماره ويعبدون الايكه ،وهى شجره من الايك حولها غيضه ملتفه بها، وكانوا من اسوأ الناس معامله فيبخسون المكيال والميزان ويطففون فيهما، فبعث الله رجلا منهم وهو شعيب عليه السلام (والى مدين اخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله مالكم من اله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان انى اراكم بخير وانى اخاف عليكم عذاب يوم محيط ويا قوم اوفوا المكيال والميزان ولا تبخسوا الناس اشيائهم ولا تعثوا فى الارض مفسدين بقية الله خيرلكم ان كنتم مؤمنين.) وقام سيدنا شعيب بدعوتهم الى عبادة الله وحده لا شريك له ونهاهم عن افاعيلهم القبيحه، فأمن به قليل منهم وكفر به اكثرهم. عن ابن عباس قال : كانوا قوما طغاه بناه يجلسون على الطريق يبخسون الناس وكانوا اول من سن ذلك. وكان سيدنا شعيب يذكرهم بالنعمه ويحذرهم من النقمه( يا قوم اوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس اشيائهم ولا تعثوا فى الارض مفسدين بقيت الله خير لكم ان كنتم مؤمنين وما انا عليكم بحفيظ). وكان انقاص اهل مدين للمكيال والميزان وبخصهم حق الناس رذيله تمس نظافة القلب واليد كما تمس كمال الشرف والمرؤه، وكانوا يعتبرون بخسهم اشياء الناس نوعا من انواع المهاره فى البيع والشراء ودهاء ، فأفهمهم سيدنا شعيب ان ذلك ما هو الا دناءه وسرقه وانه يخاف عليهم عذاب يوم محيط.
رد قومه ما كان منهم الا الاستهزاء(قالوا يا شعيب اصلوتك تأمرك ان نترك ما يعبد اباؤنا أو أن نفعل فى اموالنا ما نشاء انك لأنت الحليم الرشيد). لاحظ سخريتهم من دعوته فغير اسلوبه الى الاستلطاف رغم ثقته من انه على حق (ان اريد الا الاصلاح ما استطعت) وذكرهم بمصير الامم التى سبقتهم مثل قوم نوح وهود و صالح ولوط ،وانهم اذا رغبوا النجاة فعليهم العوده الى الله.
تهديدهم له اعرضوا عنه(قالوا يا شعيب ما نفقه كثيرا مما تقول وانا لنراك فينا ضعيفا ولولا رهطك لرجمنك وما انت علينا بعزيز ).وبعد التهديد بالقتل هددوه بالطرد من القريه، هناك يأس منهم وتركهم لله وانتظر امر الله فيهم.
هلاكهم زادت سخريتهم اكثر حيث طالبوه بأن ينزل عليهم كسفا من السماء ان كان من الصادقين، وسألوه اين عذاب الله؟ وكيف هو؟ ولماذا تأخر؟، فأستنصر الله فى تعجيل ما يستحقونه من العذاب والعقاب، فأوحى الله اليه ان يخرج المؤمنين ويخرج معهم من القريه وخرجوا وجاء امر الله( ولما جاء امرنا نجينا شعيبا والذين امنوا معه برحمة منا واخذت الذين ظلموا الصيحه فأصبحوا فى ديارهم جاثمين كأن لم يغنوا فيها ألا بعدا لمدين كما بعدت ثمود). قيل سلط الله عليهم صنوفا من العذاب منها الرجفه والصيحه والظله التى ارسل الله منها شرر من النار.
موته عن وهب بن منبه قال: ان شعيبا مات بمكه ومن معه من المؤمنين وقبورهم غربى الكعبه بين دار الندوه و دار بنى شهم ختاما اسأل الله العفو والعافيه والمعافاه فى الدين والدنيا والاخره
lightmoonالخميس مايو 30, 2013 8:01 pm