آذاريون على لائحة الانتظار: «وزير... لا مش وزير»!
يُشبّه أحد المتابعين لتأليف الحكومة التركيبات الوزارية المتلاحقة بـ«بوسطة». تتوقّف عند إشارة، فيصعد على متنها أشخاص في 14 آذار وُعدوا بحقيبة وزارية. لكنهم لا يلبثون أن ينزلوا منها، لعدم الاتفاق على التشكيلة، أو بسبب عرقلة طارئة لم تكُن في الحسبان
ميسم رزق
في الأيام الأخيرة، رنّت هواتف أكثر من شخصية نيابية وسياسية في قوى 14 آذار. في الجانب الآخر، يُبلّغ المتصل «سعادته» أو «حضرته» أن اسمه يحلّق عالياً في بورصة المطروحين لدخول الحكومة العتيدة وحمل لقب «معالي الوزير». على هذا المنوال، تقول مصادر في فريق الرابع عشر من آذار إن «أكثر من شخصية مشّطت ذقنها، وتواصلت مع محال الثياب المعروفة، لخياطة بدلة بيضاء تصلح للصورة التذكارية». ولكن، مع تقدّم عقارب الساعة تفشل المساعي أو يصيبها بعض التباطؤ، فتعود الأمور إلى نقطة الصفر «ويضطر حينها أحد الموعودين بلقب وزير إلى الاتصال من جديد بمتجر الثياب لإلغاء الطلبية».
نجحت قوى الرابع عشر من آذار سابقاً في صناعة وزراء، وأدخلت كثيرين الى «جنّة» الحكومة، بعدما كانوا مقاولين أو رجال أعمال أو محامين يتسلمون ملفات هذا أو ذاك من قياداتها. ففي تيار المستقبل، مثلاً، وقبل ولادة 14 آذار، عُرف الرئيس الراحل رفيق الحريري بإدخاله مجموعة ممن تعاون معهم في أعماله الخاصة، إلى نعيم السلطة، مع وصوله الى كرسي الرئاسة الثالثة. واليوم «هناك من يُحاول تكرار المسألة مع الحريري الابن». ففي صفوف الزرق، يبدو البيكار واسعاً، حيث «يحار المستوزرون في من يتقربون إليه، من الرئيس فؤاد السنيورة أو زعيم التيار النائب سعد الحريري شخصياً؟ وهل تكفي معرفة النائبة بهية الحريري أو نادر الحريري لتسهيل الطريق؟». ليسوا كلهم بحاجة إلى هذه العلاقة. يُمكن البعض منهم الاعتماد على السيرة الذاتية أو الملف الوظيفي في التيار.
في حكومة تمام سلام المنتظرة، يعود اسم النائب نهاد المشنوق إلى الواجهة. داخل التيار ثمة من يرى فيه «وزيراً للداخلية، بدلاً من محمد المشنوق الذي وُعد بالحقيبة السيادية منذ تكليف سلام»، فيما يرى آخرون أن «المرحلة المقبلة لا تحتمل شخصية كالمشنوق لقيادة هذه الوزارة بسبب حدّة طباعه ومواقفه». أما هو، فيعترف بأنه في حال عاد الأمر إليه، فسيختار وزارة الثقافة علماً بأنه من المولعين بالتحف والآثارات.
ولا ضير إن تهيّأ النائب عاطف مجدلاني لتسلم حقيبة وزارية هو الآخر. دخل مجدلاني، الندوة البرلمانية عام 2000، بعد تعرفه إلى الرئيس رفيق الحريري. كسب نائب رئيس كتلة المستقبل ثقة محيطه، وبات من المحظيين برضى الثنائي الحريري ــ السنيورة. ينقل أصدقاؤه في التيار عنه «جاهزيته»، إذ «لم تعُد لجنة الصحة التي يترأسها تملّي عينه». وما دام لتيار المستقبل حصّة بين الأرثوذكس، فمن سواه «يُملّي العين» ليشغل إحدى الحقائب؟ وإلى جانب المشنوق ومجدلاني، لم يأفل نجم أحمد فتفت منذ عام 1996، لا بل صعد السلم درجة درجة حتى بات من أبرز نواب كتلة المستقبل وصقورها. خبر فتفت وزارتي الشباب والرياضة والداخلية وعرف خباياهما، «فلماذا لا يتعرّف إلى وزارة جديدة من حصص كتلته، في ظل الحديث عن مبدأ المداورة الشاملة؟».
وقد تجد من يحاول التقرب من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع تمويلياً لمشاريع القوات، لعلّ وعسى يكسب ثقة «الحكيم»، فيقع عليه الخيار الوزاري. في الفترة السابقة، «برز على سبيل المثال اسم إبراهيم صقر» حسب ما تؤكّد مصادر 14 آذار. هو «رجل أعمال قواتي يعشق قائد معراب حتّى العبادة، ينشر صوره على طول الطرقات الممتدة من جبل لبنان إلى الشمال، ويسأل نفسه يومياً، بعد كل هذه التقديمات، لماذا لا أكون أنا معالي الوزير»؟
في حزب الكتائب، يعتبر صاحب تسريحة الشعر المشابهة للرئيس أمين الجميّل، الوزير السابق سليم الصايغ، نفسه الأوفر حظاً للعودة إلى جنة الوزارة، مستنداً إلى تجربته في الشؤون الاجتماعية. لكن فرسان الكتائب الطامحين كُثر، في كل قسم وإقليم. بعدما طُرح اسم نائب الرئيس الجميّل سجعان القزي أكثر من مرّة لتولي حقيبة وزارية، «بات هو على اقتناع بأن ذلك حقه، وعليه أن يأخذ فرصته»، بحسب مصادر فريقه السياسي. يترقب القزي اتصالاً من الجميل الأب يستهله بكلمة «معاليك». تتوقعّ المصادر أن «يكون القزّي طامحاً للحصول على لقب وزير الإعلام»، ولا سيما أنه «تدرّج في لبنان الحر وفي صوغ شعارات وبيانات الرئيس بشير الجميّل». وإذا لم تأتِ الاعلام، «فالتربية ستكون جائزة ترضية دسمة لحزب له ملاحظاته على كتاب التاريخ الموحد»!
وفيما يضع النائب بطرس حرب وزارة الدفاع في جيبه، في حال كانت من نصيب فريقه، لأنها «لا تليق إلا به»، كما ترى مصادر في 14 آذار، يتغنّى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، الموجود حالياً في باريس، عبر الفايسبوك بالأمن والأمان في بلاد الجنرال ديغول. هو أيضاً «يرى أن الفرصة سانحة اليوم ليكون في عداد المستوزرين في فريقه، بما أنه لم يرَ النيابة، أقلّه حتى الآن». أما ميشال فرعون، فهو «الخيار الكاثوليكي الأول لدى فريقه». تكون لتيار المستقبل حصّة كاثوليكية، فيكون وزيراً. وإن لم يحصل، يبقى نائباً عن دائرة الأشرفية. لا يهوى البيك التعب، بحسب العارفين به. يريد وزارة نعم. لكنه «يُفضّلها من دون ثقل». اللقب الوزاري ليس الأول من نوعه، إذا وقع الاختيار عليه، لكن هذا «البريستيج يدغدع مشاعره دائماً».
ومن بين من تلقوا اتصالات شبه مهنئة، رشيد درباس. لعب درباس دوره في صفوف حقوقيي 14 آذار. وبما أنه دافع عن العدالة، وأعطى الفتاوى الدستورية، متى كان يُطلب منه ذلك، يقع قلبه بين يديه مع كل اتصال، وهو يحلم بالوزارة. ملّ درباس لقب النقيب السابق للمحامين، وملّ معه أيضاً طرح اسمه في المفاوضات الدائرة. فلماذا إذاً لا يكون الوزير المقبل للعدل مثلاً، أو المالية أو الداخلية أو حتى بلا حقيبة؟ لا فرق ما دام لقب المعالي سيسبق الاسم.
K!M0الجمعة يناير 31, 2014 11:50 pm