إسرائيل: لن ننجرّ إلى مواجهة
يحيى دبوق
أكدت تل ابيب، امس، انها لن تسقط في فخ استدراجها الى مواجهة عسكرية واسعة مع حزب الله، تسعى اليها فروع تنظيم «القاعدة» في لبنان. هذه هي خلاصة الموقف الذي اطلقه وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه يعلون في ما خص الساحة اللبنانية وتهديداتها، في افتتاح اعمال المؤتمر السنوي السابع لمركز ابحاث الامن القومي، في تل ابيب.
وأكّد يعلون ان «كل ما يجري في لبنان هو نتاج للصراع السني ــــ الشيعي في هذا البلد»، مشيراً الى ان «منظمات الجهاد العالمي التي تعمل في الساحة السورية، دخلت بالفعل الى الساحة اللبنانية، وهي تنشط هناك ضد حزب الله، بل إن احد هذه التنظيمات، وهو منظمة تطلق على نفسها اسم كتائب عبد الله عزام، حاولت جرنا الى مواجهة مع حزب الله عبر اطلاق صواريخ على الجليل الغربي، الا انها مخططاتها فشلت، ولم نقع في الفخ، وقمنا بالرد عليها، لا على حزب الله».
وشدّد يعلون على واقع الهدوء السائد على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة مع لبنان، مشيراً الى ان «حزب الله حريص على هذا الهدوء، وذلك لاعتبارات ترتبط بالاستراتيجيات والمصالح الايرانية، وفي موازاة ذلك، استراتيجيات ومصالح تابعة للحزب نفسه»، مؤكداً ان «حزب الله كان سيبادر للاعلان عن مسؤوليته عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل، لو كان هو بالفعل الذي اطلقها، اما ما حصل، فهو مسارعة الحزب لنفي المسؤولية، الامر الذي يشير الى التزامه بعدم التصعيد».
وكرر يعلون التأكيد على «الخطوط الحمراء» التي تحرص تل ابيب على ان لا يتجاوزها الاعداء، والموضوعة تجاه الساحة السورية والحرب الدائرة فيها، ومن بينها ما يرتبط بلبنان وحزب الله، مشيراً الى وجود «ثلاثة خطوط حمراء واضحة: عدم انتقال سلاح استراتيجي متطور الى حزب الله في لبنان، وعدم انتقال سلاح كيميائي الى جهات معادية، وايضا عدم السماح بخرق سيادتنا في الجولان»، مشيراً الى «وجود 30 الف عنصر من الجهاد العالمي ينشطون في سوريا، لكنهم في هذه المرحلة يركزون على محاربة نظام الاسد، لا اسرائيل».
مع ذلك، اكد يعلون ان «في حوزة حزب الله مئة الف صاروخ، لكنه لا يبادر الى القيام بأي عملية ضد اسرائيل على الحدود مع لبنان، وذلك طوال السنوات الماضية»، اما لجهة الاسباب المقدرة الى جانب مصلحة ايران ومصلحة حزب الله، فأعرب يعلون عن اعتقاده بأن «حزب الله مردوع من الجيش الاسرائيلي ».
وبالتزامن مع بدء أعمال مؤتمر مركز ابحاث الامن القومي، الذي يعد من اهم المراكز البحثية المعنية بتقديم التوصيات لصناع القرار في تل ابيب، اصدر المركز تقديره الاستراتيجي السنوي، الذي تناول المسارات الاقليمية والدولية والتطورات الاخيرة في العالم العربي، وتصوراته واقتراحاته للحلول والقرارات الواجب على تل ابيب اتخاذها للعام المقبل.
وفي ما خص الساحة اللبنانية وتهديداتها، اكدت توصيات المركز انه «في الوقت الذي نشدد فيه على ضرورة المساعدة على تطبيق الخطة الدولية لتجريد سوريا من السلاح الكيميائي، فانه يتعين على اسرائيل الاستمرار في تنفيذ سياسة تنفيذ هجمات عسكرية ترمي الى ضرب السلاح الاستراتيجي في سوريا، والهدف الاساسي من ذلك، هو منع انتقال هذا السلاح الى حزب الله في لبنان، او سقوطه بأيدي جهات جهادية في الساحة السورية نفسها»، وبحسب التقدير «يجب اتباع هذه السياسة، ايضا إذا تبين ان نظام (الرئيس السوري بشار) الاسد، سيبقى قائما وحاكما لسوريا».
أسر عنصر من حزب الله!
الى ذلك، واصل الناطق باسم الجيش الاسرائيلي، اصدار التقارير الدورية عن التدريبات والمناورات التي تجريها الوحدات العسكرية على انواعها، في محاكاة لحرب مقبلة مع حزب الله. وتحدث اخر التقارير المنشورة عن مناورة خاصة نفذها مقاتلو الكتيبة 601، التابعة لسلاح الهندسة في الجيش، تخللها «التدرب على عدد كبير من المفاجآت المرتقبة في جنوب لبنان »، مشيرا الى ان الكتيبة قامت بالمناورة على الدخول الى الاراضي اللبنانية، واسر مقاتل من حزب الله وسحبه الى داخل الاراضي الاسرائيلية، منوها بأن «المناورة تكللت بالنجاح الكامل». وأشار الى ان حزب الله تزود في السنوات الاخيرة بصواريخ ضد الدروع، «هي الاكثر تطورا في العالم وتمثل تهديدا كبيرا، ليس فقط ضد دبابات الجيش، بل ايضا ضد الآليات والعربات المدرعة التي تنقل المشاة خلال المواجهات».
Mohamed Samehالجمعة يناير 31, 2014 6:23 pm