الجنوب ينتظر «دوره» في العمليات الانتحارية!
توفيق طه القيادي في «كتائب عبدالله عزام» يجول بحرية في عين الحلوة (مروان طحطح)
في يوم واحد، أعلن التوائم الثلاثة، «كتائب عبدالله عزام» و«النصرة» و«داعش»، الحرب على كل لبنان. الجنوب حبس أنفاسه في انتظار «دوره» في التفجيرات. ما الدور الذي سيلعبه عين الحلوة، المخيم الذي يزجه بعض أبنائه وبعض اللبنانيين في ما يفوق طاقته ومساحته؟
آمال خليل
لم يكن ينقص عين الحلوة إلا «أبو سياف الأنصاري». تكلم الرجل في طرابلس، لكن جهات أمنية وسياسية حاولت لصق التسجيل بالمخيم الفلسطيني والترويج أنه بُثّ منه. وبرغم أن أهالي عين الحلوة ومحيطه يقرون بأن «جسم المخيم لبّيس» بسبب الحضور القوي للجماعات الإسلامية المتشددة، إلا أن تهمة «داعش» كانت كبيرة وخطيرة، ودقّت ناقوس خطر «مؤامرة» تحويل مخيمهم إلى يرموك أو نهر بارد آخر.
قيادي في إحدى القوى الإسلامية الفلسطينية رأى، في حديث إلى «الأخبار»، أن تحميل المخيمات وزر «داعش» يندرج ضمن «توصيات خطة وزير الخارجية الأميركي جون كيري لشطب حق العودة عبر ضرب المخيمات. وهي تلقى النجاح من خلال استهداف المخيمات أمنياً كما حصل في نهر البارد واليرموك». واستبعد القيادي أن يكون الجيش اللبناني في صدد قرار قريب بضرب عين الحلوة، لكنه أقر بـ«الإحراج الذي يشعر به الجيش في التعاطي مع التقارير الأمنية الواردة من داخل عين الحلوة، ومن بعض المخيمات الأخرى». كيف يحل الإحراج؟ «الجواب مرتبط بقرار خارجي»، يحسم القيادي، مشيراً إلى تداخل المشاريع الإقليمية والمحلية والدولية داخل المخيمات.
لكن لقرار كهذا ذرائع كثيرة؛ إذ تجزم تقارير أمنية بأن «كتائب عبد الله عزام» تقف وراء ما لا يقل عن 80 في المئة من الأحداث الأمنية الأخيرة التي شهدها لبنان، وأن وفاة «أميرها» السعودي ماجد الماجد، «لم يؤثر عليها كثيراً». والسبب: توفيق طه بخير. نائب أمير «الكتائب» ويعتبر العقل المدبر والمخطط والتنفيذي لكل أنشطة «الكتائب». وليس مهماً إن كان «أبو محمد» طه لا يخرج من عين الحلوة حيث يقيم في الشارع التحتاني بالقرب من جامع النور؛ إذ إن لديه فريق عمل كبيراً يتحرك بين المخيم ولبنان والخارج، وعو يديره بحنكة ودهاء تمكن من خلالهما من ترسيخ انطباع إيجابي عنه حتى في أذهان أعدائه: «رجل آدمي وعادي وبسيط، من بيته حيث يعيش بمفرده، إلى المسجد»، قال قائد جهاز الأمن الوطني اللواء صبحي أبو عرب في حديث سابق لـ«الأخبار». «الآدمي» بقي يتجول بمفرده، وبحرية، داخل المخيم كما كان من قبل، لكنه بات يحمل مسدساً منذ ورود اسمه بين المتورطين في التخطيط لتفجيري السفارة الإيرانية. وترجّح التقارير أن «موسم العمليات الانتحارية المقبل هو خط الجنوب» بعد بيانات «جبهة النصرة» و«داعش» الأخيرة. ويرجح أن تكون صيدا، بوابته، الحجر الأساس لعمليات لا تستهدف مقارّ الجيش وتجمعات موالية لحزب الله فقط، بل دوريات وقواعد قوات «اليونيفيل» أيضاً. علماً بأن «اليونيفيل» من «اختصاص» طه المتهم بالتورط باستهدافها في وقت سابق. ولضمان بلوغ أهدافها، توقعت التقارير أن يُستأنف إطلاق الصواريخ المجهولة من الجنوب في اتجاه فلسطين المحتلة بهدف استدراج إسرائيل إلى حرب مع المقاومة. والصواريخ، أيضاً، من «اختصاص» طه الذي يرأس «سرايا زياد الجراح» التي أكد الناطق الإعلامي باسم عصبة الأنصار الإسلامية أبو شريف عقل، في حديث سابق لـ«الأخبار» أن مهمتها إطلاق الصواريخ. وفي هذا الإطار، سجل توقيف استخبارات الجيش للفلسطيني محمد الأسدي، أحد عناصر «الكتائب» المقيمين في الرشيدية. وقد أصدر قاضي التحقيق العسكري عماد الزين مذكرة توقيف وجاهية بحقه بتهم التخطيط لأعمال إرهابية واستهداف الجيش ومراقبة قوات اليونيفيل.
مصدر أمني فلسطيني تحدث عن وجود «مخططات» لدى العناصر المحسوبة على بقايا «جند الشام» و«فتح الإسلام» لاستهداف مراكز الجيش في محيط عين الحلوة، «وهي تنتظر الذريعة المناسبة ليوضع اعتداؤها في خانة رد الفعل». حينها، «قد يراكم الجيش جملة من الملفات الأمنية ويتخذها سبباً لضرب المخيم، ولا سيما في حال استهداف اليونيفيل»، يقول المصدر.
هل يمكن المخيم تحمل وزر أعمال فردية لبعض أبنائه؟ يُنقل عن أحد القياديين الإسلاميين المرتبطين بـ«القاعدة» أنه لا يمانع تنفيذ العمليات الأمنية التي تحصل أخيراً، لكنه يفضل الصدام غير المباشر مع الجيش والدولة وحزب الله. يخاف القيادي على مقره الآمن داخل عين الحلوة الذي سيتعرض للتشتت إذا تحوّل المخيّم إلى نهر بارد آخر. لكن من يضمن بقاءه آمناً؟ سؤال يعيدنا مجدداً إلى «كتائب عبد الله عزام» القادرة على تصدير انتحاريين من المخيم وخارجه. فكيف إذا التمّ شمل «الكتائب» على أحمد الأسير المتواري داخل المخيم بحماية العناصر القريبة منها. وفي هذا الإطار، كشف المصدر أن انتحاري السفارة الإيرانية معين أبو ظهر كان أحد عناصر «وديعة الكتائب» لدى الأسير. وديعة دستها «الكتائب» في جلباب الشيخ الطموح إلى حماية عناصرها وتوفير تغطية لهم.
Mohamed Samehالجمعة يناير 31, 2014 5:48 pm