بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
-----------------------------
-----------------------------
فضل الصدقة في تفريج الكُرُبَات
كم من صدقة أنقذت صاحبها، وكم أطفأت من غضب ربّ السّماء، وكم من همّ وضيق وكُربة فرّجتها الصدقة الخالصة الّتي وضعها العبد المؤمن في كف فقير، فوقعت أوّلاً في يد الرّحمن، فكانت لصاحبها نورًا وبرهانًا ونجاة في الدنيا والآخرة.
فالآيات والأحاديث والآثـار الّتي تدعو للصدقة وتحضّ عليها وتبيّن فضلها كثـيرة جدًا، منها قول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ''داووا مرضاكم بالصدقة''، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ''كلّ امرئ في ظلّ صدقته حتّى يُفصل بين النّاس''، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: ''صدقة السر تطفئ غضب الرب''... وغيرها. والمواقف من حياة المتصدّقين وواقعهم كثـيرة، كلّها ذات عبر ودلالات، وتؤكّد للسامع والقارئ على عظم مكانة الصدقة وأهميتها ودورها الخفي، والّذي قد لا يشعر به كثـير من النّاس حتّى من المتصدّقين أنفسهم، في إنقاذ صاحبها من النّوازل والبلايا العظيمة، تمامًا مثـلما حصل للثـلاثـة الّذين حبسوا في الغار.
وقد روى الإمام الشوكاني في كتاب ''البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع'' في ترجمة علي بن محمد بن أحمد البكري (من علماء اليمن في القرن التاسع الهجري)، قصة عجيبة في فضل الصدقة، وقد نَصّ على تواترها وانتشارها بين أرجاء القطر اليمني على اتساعه وضعف الاتصالات بين أهله لوعورة طرقه وسبله.
روى أنّ رجلاً من أهل بلدة باليمن تسمّى ''الحمرة''، وتقع في غرب اليمن قريبًا من ساحل البحر الأحمر، كان يعمل بالزراعة، ومشهورًا بالصّلاح والتّقوى وكثـرة الإنفاق على الفقراء، وخاصة عابري السّبيل. وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد، وجعل فيه كلّ ليلة سراجًا يوقد لهداية المارة وطعام عشاء للمحتاجين. فإن وجد مَن يتصدّق عليه، أعطاه الطعام، وإلاّ أكلَه هو وقام يُصلّي لله عزّ وجلّ تنفلاً وتطوعًا، وهكذا دأبه وحاله. وبعد فترة من الزمن، وقع القحط والجفاف بأرض اليمن، وجفّت مياه الأنهار وحتّى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل في الزراعة، ولا يستغني عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد غار ماؤها، فأخذ يحتفرها هو وأولاده. وأثـناء الحفر، وكان الرجل في قعر البئر، انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حول البئر من الأرض وانردم البئر كلّه على الرجل، فأيس منه أولاده، ولم يحاولوا استخراجه من البئر، وقالوا قد صار هذا قبره، وبكوا عليه وصلّوا واقتسموا ماله ظنًا منهم بوفاته.
لم يعلم الأولاد ما جرى لأبيهم في قاع البئر المنهار، ذلك أنّ الرجل الصالح عندما انهدم البئر كان قد وصل إلى كهف في قاعه، فلمّا انهارت جدران البئر، سقطت منه خشبة كبيرة منعت باقي الهدم من الحجارة وغيرها أن تصيب الرجل. وبقيَ الرجل في ظلمة الكهف ووحشته، لا يرى أصابعه من شدّة الظلمة. وهنا، وقعت الكرامة وجاء الفرج بعد الشدّة، وظهر دور الصدقة في أحلك الظروف، إذ فوجِئ الرجل الصالح بسراج يزهر فوق رأسه عند مقدمة الكهف، أضاء له ظلمات قبره الافتراضي، ثـمّ وجد طعامًا هو بعينه الّذي كان يحمله للفقراء في كلّ ليلة، وكان هذا الطعام يأتيه كلّ ليلة وبه يفرق ما بين الليل والنهار، ويقضي وقته في الذِّكر والدعاء والمناجاة والصّلاة.
ظلّ العبد الصالح حبيس قبره ورهين بئره ست سنوات، وهو على حاله الّتي ذكرناها، ثـمّ بدَا لأولاده أن يعيدوا حفر البئر وإعمارها من جديد، فحفروها حتّى وصلوا إلى قعرها حيث باب الكهف، وكم كانت المفاجأة مروّعة والدهشة هائلة، عندما وجدوا أباهم حيًا في عافية وسلامة، فسألوه عن الخبر فأخبرهم وعرّفهم أنّ ''الصدقة'' الّتي كان يحملها كلّ ليلة بقيت تحمل له في كربته وقبره كلّ ليلة حتّى خرج من قبره بعد ست سنوات كاملة.
-----------------------------
-----------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
-----------------------------
-----------------------------
فضل الصدقة في تفريج الكُرُبَات
كم من صدقة أنقذت صاحبها، وكم أطفأت من غضب ربّ السّماء، وكم من همّ وضيق وكُربة فرّجتها الصدقة الخالصة الّتي وضعها العبد المؤمن في كف فقير، فوقعت أوّلاً في يد الرّحمن، فكانت لصاحبها نورًا وبرهانًا ونجاة في الدنيا والآخرة.
فالآيات والأحاديث والآثـار الّتي تدعو للصدقة وتحضّ عليها وتبيّن فضلها كثـيرة جدًا، منها قول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ''داووا مرضاكم بالصدقة''، وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: ''كلّ امرئ في ظلّ صدقته حتّى يُفصل بين النّاس''، وقوله عليه الصّلاة والسّلام: ''صدقة السر تطفئ غضب الرب''... وغيرها. والمواقف من حياة المتصدّقين وواقعهم كثـيرة، كلّها ذات عبر ودلالات، وتؤكّد للسامع والقارئ على عظم مكانة الصدقة وأهميتها ودورها الخفي، والّذي قد لا يشعر به كثـير من النّاس حتّى من المتصدّقين أنفسهم، في إنقاذ صاحبها من النّوازل والبلايا العظيمة، تمامًا مثـلما حصل للثـلاثـة الّذين حبسوا في الغار.
وقد روى الإمام الشوكاني في كتاب ''البدر الطالع بمحاسن ما بعد القرن السابع'' في ترجمة علي بن محمد بن أحمد البكري (من علماء اليمن في القرن التاسع الهجري)، قصة عجيبة في فضل الصدقة، وقد نَصّ على تواترها وانتشارها بين أرجاء القطر اليمني على اتساعه وضعف الاتصالات بين أهله لوعورة طرقه وسبله.
روى أنّ رجلاً من أهل بلدة باليمن تسمّى ''الحمرة''، وتقع في غرب اليمن قريبًا من ساحل البحر الأحمر، كان يعمل بالزراعة، ومشهورًا بالصّلاح والتّقوى وكثـرة الإنفاق على الفقراء، وخاصة عابري السّبيل. وقد قام هذا الرجل ببناء مسجد، وجعل فيه كلّ ليلة سراجًا يوقد لهداية المارة وطعام عشاء للمحتاجين. فإن وجد مَن يتصدّق عليه، أعطاه الطعام، وإلاّ أكلَه هو وقام يُصلّي لله عزّ وجلّ تنفلاً وتطوعًا، وهكذا دأبه وحاله. وبعد فترة من الزمن، وقع القحط والجفاف بأرض اليمن، وجفّت مياه الأنهار وحتّى الآبار، وكان هذا الرجل يعمل في الزراعة، ولا يستغني عن الماء لحياته وزراعته، وكانت له بئر قد غار ماؤها، فأخذ يحتفرها هو وأولاده. وأثـناء الحفر، وكان الرجل في قعر البئر، انهارت جدران البئر عليه، وسقط ما حول البئر من الأرض وانردم البئر كلّه على الرجل، فأيس منه أولاده، ولم يحاولوا استخراجه من البئر، وقالوا قد صار هذا قبره، وبكوا عليه وصلّوا واقتسموا ماله ظنًا منهم بوفاته.
لم يعلم الأولاد ما جرى لأبيهم في قاع البئر المنهار، ذلك أنّ الرجل الصالح عندما انهدم البئر كان قد وصل إلى كهف في قاعه، فلمّا انهارت جدران البئر، سقطت منه خشبة كبيرة منعت باقي الهدم من الحجارة وغيرها أن تصيب الرجل. وبقيَ الرجل في ظلمة الكهف ووحشته، لا يرى أصابعه من شدّة الظلمة. وهنا، وقعت الكرامة وجاء الفرج بعد الشدّة، وظهر دور الصدقة في أحلك الظروف، إذ فوجِئ الرجل الصالح بسراج يزهر فوق رأسه عند مقدمة الكهف، أضاء له ظلمات قبره الافتراضي، ثـمّ وجد طعامًا هو بعينه الّذي كان يحمله للفقراء في كلّ ليلة، وكان هذا الطعام يأتيه كلّ ليلة وبه يفرق ما بين الليل والنهار، ويقضي وقته في الذِّكر والدعاء والمناجاة والصّلاة.
ظلّ العبد الصالح حبيس قبره ورهين بئره ست سنوات، وهو على حاله الّتي ذكرناها، ثـمّ بدَا لأولاده أن يعيدوا حفر البئر وإعمارها من جديد، فحفروها حتّى وصلوا إلى قعرها حيث باب الكهف، وكم كانت المفاجأة مروّعة والدهشة هائلة، عندما وجدوا أباهم حيًا في عافية وسلامة، فسألوه عن الخبر فأخبرهم وعرّفهم أنّ ''الصدقة'' الّتي كان يحملها كلّ ليلة بقيت تحمل له في كربته وقبره كلّ ليلة حتّى خرج من قبره بعد ست سنوات كاملة.
-----------------------------
-----------------------------
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بارك الله فيك
دمت لنا ودام قلمك مشكور مره اخري
K!M0الثلاثاء يونيو 03, 2014 11:12 pm