الببغاء .. وانحدار القيم والمبادئ والأخلاق
د. خاطر الشافعي
د. خاطر الشافعي
سعى دينُنا الشريف إلى تعزيز القيم والمبادئ والأخلاق الإسلامية السامية؛ فحفظ للكلمة قيمتها، ووضع ضوابط لنطقها، فعلمنا أن لكل مقامٍ مقالا، ولكل حادثٍ حديثا، فصان قيمة الكلمة، وكيف أنه : ﴿ ما يلْفظُ منْ قوْلٍ إلا لديْه رقيب عتيد﴾ [ق: 18].
تُرى ماذا دهى الكثيرين وصارت الكلمةُ مجرد تمريرٍ لموقف، حتى أضحت معانٍ كثيرة خارج نطاق الخدمة؟ ولماذا صار اللسانُ يسبق العقل؟ وكيف بات النُطقُ مجرد تحريك شفاهٍ دونما إدراكٍ لمعنى أو هدف؟! وكيف أن نظرة تأمُلٍ لما نسمعُ ونرى كفيلة بالرثاء لمبادئ أدبرت، وقيمٍ أُهدرتْ؟!
لقد ميزنا الله - سبحانه وتعالى - بنعمة العقل، وأكرمنا بقدرة عقولنا على التفكير والتمييز قبل النُطق والحديث؛ فالكلمة نحن مُلاكُها ما لم ننطقْ بها، ونحن أسراها عندما تُجاوز شفاهنا، فكم من كلماتٍ أهلكت من نطقوها، وكم من كلماتٍ أعلتْ قامة قائليها!
[color][font]
صار الكثيرون ينطقون تقليدا ليس أكثر، وتلك والله طامة كبرى أصابتْ لغتنا في أعز أحرُفها، فصار المعنى يجأرُ بالشكوى من تفريغه من مضمونه، وصارت الكلمة مع تكرار نطقها تمر على الأُذُن مرور الكرام، ولا ينشغل قائلُها وسامعُها بفهم معناها وتدبُر مغزاها.
ما أجمل أنْ يستشعر القائلُ والسامع روعة ومغزى ما يقولُ أو يسمع، فلنا أنْ نتخيل على سبيل المثال عظمة الله عند ذكره، وهيبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند نُطق اسمه،والأُنس بالكلمات عندما نقول : الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولنا أنْ نستشعر معنى الأذان عندما يداعبُ آذاننا، وكيف أن الله أكبر، وأنه - سبحانه - لا إله إلا هو، وأن سيدنا محمدا رسولُ الله، وكيف يكون الفلاح.
إن تفكير العقل فيما يقوله اللسانُ، يحفظُ للكلمة قيمتها ومعناها وملاءمتها للمُراد بنُطقها، فينأى المرءُ عن مواضع الزلل، ويستشعر القلبُ ما قاله اللسان.
إن الكلمة الهادفة نتاج فكرٍ مُستنير، وقلبٍ مُطمئنٍ مُستكين، فلا ينطقُ بها اللسانُ إلا إذا كانت حقا وصدقا، ولا تتجاوزُ الشفاه قبل أنْ تمر على العقل والقلب.
إن عزتنا في إسلامنا وسنة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - التي إنْ سرنا على هديها قولا وعملا، فسنكونُ من الرابحين.
[/color][/size]
تُرى ماذا دهى الكثيرين وصارت الكلمةُ مجرد تمريرٍ لموقف، حتى أضحت معانٍ كثيرة خارج نطاق الخدمة؟ ولماذا صار اللسانُ يسبق العقل؟ وكيف بات النُطقُ مجرد تحريك شفاهٍ دونما إدراكٍ لمعنى أو هدف؟! وكيف أن نظرة تأمُلٍ لما نسمعُ ونرى كفيلة بالرثاء لمبادئ أدبرت، وقيمٍ أُهدرتْ؟!
لقد ميزنا الله - سبحانه وتعالى - بنعمة العقل، وأكرمنا بقدرة عقولنا على التفكير والتمييز قبل النُطق والحديث؛ فالكلمة نحن مُلاكُها ما لم ننطقْ بها، ونحن أسراها عندما تُجاوز شفاهنا، فكم من كلماتٍ أهلكت من نطقوها، وكم من كلماتٍ أعلتْ قامة قائليها!
إن كثيرا من الكلمات أُفرغت من معانيها لما أنبنا الببغاء عنا!
[size][color][font]
صار الكثيرون ينطقون تقليدا ليس أكثر، وتلك والله طامة كبرى أصابتْ لغتنا في أعز أحرُفها، فصار المعنى يجأرُ بالشكوى من تفريغه من مضمونه، وصارت الكلمة مع تكرار نطقها تمر على الأُذُن مرور الكرام، ولا ينشغل قائلُها وسامعُها بفهم معناها وتدبُر مغزاها.
ما أجمل أنْ يستشعر القائلُ والسامع روعة ومغزى ما يقولُ أو يسمع، فلنا أنْ نتخيل على سبيل المثال عظمة الله عند ذكره، وهيبة الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند نُطق اسمه،والأُنس بالكلمات عندما نقول : الله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله، ولنا أنْ نستشعر معنى الأذان عندما يداعبُ آذاننا، وكيف أن الله أكبر، وأنه - سبحانه - لا إله إلا هو، وأن سيدنا محمدا رسولُ الله، وكيف يكون الفلاح.
إن تفكير العقل فيما يقوله اللسانُ، يحفظُ للكلمة قيمتها ومعناها وملاءمتها للمُراد بنُطقها، فينأى المرءُ عن مواضع الزلل، ويستشعر القلبُ ما قاله اللسان.
إن الكلمة الهادفة نتاج فكرٍ مُستنير، وقلبٍ مُطمئنٍ مُستكين، فلا ينطقُ بها اللسانُ إلا إذا كانت حقا وصدقا، ولا تتجاوزُ الشفاه قبل أنْ تمر على العقل والقلب.
إن عزتنا في إسلامنا وسنة سيدنا محمد - صلى الله عليه وسلم - التي إنْ سرنا على هديها قولا وعملا، فسنكونُ من الرابحين.
[/color][/size]