المولى عز وجل يستجيب لدعاء نبيه
من أهم صور الإعجاز في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، هو أن الله سبحانه وتعالى استجاب لدعاء نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في مواقف عدة ، ترواحت بين الدعاء بالهداية إلى الهداية ، أو الثبات والنصرة في الحرب ، وفي أحيان أخرى كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يدعو على كافر أو جبار ان ينتقم الله منه . وهنا لنا وقفة لابد أن نذكرها ، وهي أن العديد من أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام كانت تأخذهم العيرة على نبيهم وعلى دينهم فكانوا دائما يسألون النبي ان يدعو على من ويقطعون العهود التي أبرمها معهم ، أو لا يستجيبون لدعوته . ولكن محمد، خاتم النبيين الذي تربي في مدرسة الرحمة يأبي ذلك ، بل يرد عليهم : " لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة للعالمين " . ولأنه يعرف أن الله قريب يستجيب دعوة الداع إذا دعاه فقد نهى المسلمين عن الدعاء بإثم أو قطيعة رحم ، فهو القائل: " لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم " .
وبجانب هذا دلت آيات القرآن الكريم على النهي عن الاعتداء في الدعاء مطلقاً، ومنه النهي عن دعاء غير الله، وعن دعاء المرء على نفسه، وعن طلب تعجيل العقوبة في الدنيا، وعن الدعاء على غيره ظلماً، وعن تعليقه، وعن تحجر الدعاء، وعن رفع الصوت به . وفي هذا يقول المولى عز وجل : " رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ " ( الأعراف : 55 ) .
وبعد،،،،،
فهذه بعض المواقف التي توجه فيها النبي الكريم داعيا المولى عز وجل ، ويستجيب الله له فيها :
– النبي يدعو الله أن يهدي قبيلة ثقيف . وقد كان !
ظل الرسول صلى الله عليه وسلم يعاني من قبائل العرب من حول مكة ، وكان من بين هذه القبائل " ثقيف " التي آذته كثيراً . حتى رأى الناس أنه سيدعو عليهم , فبلغه يوما شيء فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده فدعا فقال : اللهم اهد ثقيفا . وقال : "إن الله عز وجل بعثني رحمة ولم يبعثني عذابا ". وقد استجاب الله تعالى دعاء نبيه وجاءت ثقيف وأسلمت .
الراوي: جابر بن عبدالله الأنصاري - خلاصة الدرجة: حسن صحيح غريب - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3942
- دعا عليه فسقط شعره
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا يسجد وهو يقول بشعره هكذا يكفه عن التراب ، فقال : اللهم قبح شعره . قال : فسقط
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [فيه عبد الله بن محرر الجزري ذكر من جرحه] - المحدث: الذهبي - المصدر: ميزان الاعتدال - الصفحة أو الرقم: 2/500
]الحديث رواه أبو نعيم في الدلائل ( ص 386) [.
- طال شقاؤه وبقاؤه بالدعاء النبوي إنه أبو ثروان التميمي
عن عبد الملك بن هارون بن عنترة عن أبيه عن جده قال : كان أبو ثروان راعياً لبني عمرو وبني تيم في إبلهم فخاف رسول الله قريشاً فخرج فنظر إلى سواد الإبل فقصده ، فإذا هي إبل فدخل بين الأراك فجلس فنفرت الإبل ، فقام أبو ثروان فطاف بالإبل فلم ير شيئاً ثم تخللها فإذا هو برسول الله جالس ، فقال له أبو ثروان : من أنت ؟ فقد أنفرت الإبل عليّ ؟ فقال له رسول الله : (( لم ترع أردت أن استأنس إلى إبلك )) فقال له أبو ثروان : من أنت ؟ فقال له رسول الله: (( لا تسأل يارجل أردت أن أستأنس إلى إبلك )) ، فقال له أبو ثروان : إني أراك الرجل الذي يزعمون أنه خرج نبياً ، فقال رسول الله : (( أجل ، فأدعوك إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله )) ، فقال له أبو ثروان : اخرج فلا تصلح إبل أنت فيها ، وأبى أن يدعه ، فدعا عليه رسول الله فقال : (( اللهم أطل شقاه ، وبقاه )) . قال عبد الملك : قال أبي : فأدركته شيخاً كبيراً يتمنى الموت ، فقال له القـوم : ما نراك إلا قد هلكت بما دعا عليك رسول الله قال : كلا قد أتيته بعد حين ظهر الإسلام فأسلمت معه ، فدعا له واستغفر ولكن الأولى قد سبقت .
]حديث ضعيف : أخرجه أبو نعيم في الدلائل ( ص 388،387) . [
الراوي: أبو ثوران الراعي التميمي - خلاصة الدرجة: [فيه] عبد الملك متروك - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الإصابة - الصفحة أو الرقم: 4/28
- دعا على عقبة بن أبي معيط فقتل صبراً
روى أن عقبة بن أبي معيط دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى طعامه فقال : ما أنا بآكل حتى تشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله فشهد بذلك فلقيه خليل له فلامه على ذلك فقال ما يبرئ صدور قريش مني قال : أن تأتيه في مجلسه فتبزق في وجهه ففعل فلم يزد النبي صلى الله عليه وسلم على أن مسح وجهه وقال إن وجدتك خارجا من جبال مكة أضرب عنقك صبرا فلما كان يوم بدر وخرج أصحابه أبى أن يخرج وقال قد وعدني هذا الرجل إن وجدني خارجا من جبال مكة أن يضرب عنقي صبرا فقالوا لك جمل أحمر لا يدرك فلو كانت الهزيمة طرت فخرج معهم فلما هزم المشركون وحل به جملة في جدد من الأرض فأخذ أسيرا فضرب النبي صلى الله عليه وسلم عنقه صبرا وقال العباس حين أخذ منه الفداء لقد تركتني فقير قريش ما بقيت قال : كيف تكون فقير قريش وقد استودعت بنادق الذهب أم الفضل وقلت لها إن قتلت فقد تركتك غنية ما بقيت فقال أشهد أن الذي تقوله قد كان وما اطلع عليه إلا الله
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: السيوطي - المصدر: الخصائص الكبرى - الصفحة أو الرقم: 1/207
- الدعاء النبوي على ا لمشركين يوم بدر
عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال : أقبلت عير أهل مكة من الشام ، فبلغ أهل المدينة فخرجوا ومعهم رسول الله يريدون العير ، فبلغ أهل مكة ذلك فأسرعوا السير إليها لكي لا يغلبها عليها النبي وأصحابة فسبقت العير رسول الله وكان الله – عز وجل – وعدهم إحدى الطائفتين وكانوا أن يلقوا العير أحب إليهم وأيسر شوكة وأحضر مغنماً ، فلما سبقت العير ، وفاتت رسول الله سار رسول الله بالمسلمين يريد القوم ، فكره القوم مسيرهم لشوكة القوم ، فنزل المسلمون وبينهم وبين الماء رملة دعصة ( أي قور من الرمل مجتمع ) فأصاب المسلمين ضعف شديد وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ يوسوسهم : تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله وقد غلبكم المشركون على الماء وأنتم تصلون مجنبين ، فأمطر الله – عز وجـل – مطراً شديداً فشرب المسلمون وتطهروا وأذهب الله عنهم رجز الشيطان ، وانتسف الرمل حين أصابه المطر ومشى الناس عليه والدواب فساروا إلى القوم وأمد الله نبيه والمؤمنين بألف من الملائكة ، فكان جبرئيل عليه السلام في خمسمائة من الملائكة مجنبة ، وميكائيل في خمسمائة مجنبة ، قال : فلما اختلط القوم قال أبو جهل : اللهم أولانا بالحق فانصره ! فرفع رسول الله يده فقال : (( يارب ! إن تهلك هذه العصابة لم تعبد في الأرض أبداً )) ، فقال له جبرئيل عليه السلام : خذ قبضة من تراب ! فأخذ قبضة من التراب فرمى بها في وجوههم ، فما من المشركين أحد إلا أصاب عينيه ومنخريه وفمه فولوا مدبرين .
]أخرجه أبو نعيم في الدلائل ( ص 404،403) .[
- دعا الله فأمده بالملائكة
عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – قال : لما كان يوم بدر نظر نبي الله إلى المشركين وهم ألف وأصحابة ثلاثمائة وسبعة عشر رجلاً ، فاستقبل نبي الله القبلة حتى سقط رداؤه ثم مد يديه ، فجعل يهتف بربه – عز وجل - : (( اللهم انجز لي ما وعدتني ! اللهم أين ما وعدتني ! اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبداً )) فما زال يهتف ماداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه ، فقال : يا نبي الله ! كفاك مناشدتك ربك ، فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله – عز وجل – { إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مُردفين } ]الأنفال : 9[ فأمده الله بالملائكة .
]أخرجه أبو نعيم في الدلائل ( ص 409،408) وبعضه في الصحيح .[
الراوي: عمر بن الخطاب - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الترمذي - الصفحة أو الرقم: 3081
- ذهاب حمى المدينة إلى الجحفة
لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وعك أبو بكر وبلال ، فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول : كل امرئ مصبح في أهله * والموت أدنى من شراك نعله . وكان بلال إذا أقلع عنه الحمى يرفع عقيرته يقول : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بواد وحولي إذخر وجليل . وهل أردن يوما مياه مجنة * وهل يبدون لي شامة وطفيل وقال : اللهم العن شيبة بن ربيعة ، وعتبة بن ربيعة ، وأمية بن خلف ، كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء . ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد ، اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا ، وصححها لنا ، وانقل حماها إلى الجحفة . قالت : وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله ، قالت : فكان بطحان يجري نجلا ، تعني ماء آجنا .
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 1889
- اسود شعره بعد ما ابيض
عن أنس – رضي الله عنه – أن يهودياً أخذ من لحية النبي. قال : فقال النبي: (( اللهم جمله )) فاسودت لحيته بعدما كانت بيضاء .
- أطيب ريحاً من نسائه بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم
عن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد السلمي رضي الله تعالى عنه قالت : كنا عند عتبة بن فرقد أربع نسوة فكانت كل امرأة منا تجتهد في الطيب لتكون أطيب ريحا من صاحبتها وكان عتبة لا يمس طيبا إلا أن يمس دهنا يمس به لحيته وهو مع ذلك أطيب ريحا منا وكان إذا خرج إلى الناس قال الناس : ما رأينا أطيب ريحا ما شممنا ريحا أطيب من ريح عتبة فسألته عن ذلك ؟ فقلت له يوما : إنا لنجتهد في الطيب ولأنت أطيب منا ريحا فمم ذاك ؟ فقال : أخذني الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته فشكوت إليه ذلك فأمرني أن أتجرد فتجردت وقعدت بين يديه وجعلت وألقيت ثوبي على فرجي فنفث في يده ومسح ظهري وبطني بيده فعبق بي هذا الطيب من يومئذ
الراوي: عتبة بن فرقد السلمي - خلاصة الدرجة: حسن رجاله موثقون - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: الأمالي المطلقة - الصفحة أو الرقم: 6
- إجابة دعاءه لأبي أمامة
عن أبي أمامة – رضي الله عنه – قال : أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة فأتيته فقلت يا رسول الله ادع لي بالشهادة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم سلمهم وغنمهم قال فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثانيا فأتيته فقلت يا رسول الله ادع لي بالشهادة فقال اللهم سلمهم وغنمهم قال فسلمنا وغنمنا قال ثم أنشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوا ثالثا فأتيته فقلت يا رسول الله إني أتيتك مرتين قبل مرتي هذه فسألتك أن تدعو الله لي بالشهادة فقلت اللهم سلمهم وغنمهم فسلمنا وغنمنا يا رسول الله مرني بعمل قال عليك بالصوم فإنه لا مثل له قال فما رئي أبو أمامة ولا امرأته ولا خادمه إلا صياما قال فكان إذا رئي في دارهم دخان بالنهار قيل أتراهم ضيف نزل بهم نازل قال فلبثت بذلك ما شاء الله ثم أتيته فقلت يا رسول الله أمرتنا بالصيام فأرجو أن يكون قد بارك الله لنا فيه يا رسول الله فمرني بعمل آخر قال اعلم أنك لن تسجد لله سجدة إلا رفع الله لك بها درجة وحط عنك بها خطيئة
الراوي: أبو أمامة - خلاصة الدرجة: رجال أحمد رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 3/184
- دعا عليه فاختلج لسانه
عن عبد الرحمن بن أبي بكر – رضي الله عنهما – قال : كان فلان يجلس إلى النبي فإذا تكلم النبي بشيء اختلج ( أي ردد الكلام على هيئة المستهتر ) بوجهه فقال له النبي: (( كن كذلك )) فلم يزل يختلج حتى مات .
]أخرجه البيهقي في الدلائل (6/239) .[
...... وأين فرار الناس إلا إلى الرســـل
قال : فقام رسول الله وهو يجر رداءه حتى صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم رفع يديه نحو السماء ، وقال : (( اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً مريعاً سريعاً غدقاً طبقاً عاجلاً غير رائث ، نافعاً غير ضار تملأ به الضرع ، وتنبت به الزرع ، وتحيي به الأرض بعد موتها . وكذلك تخرجون )) . قال : فو الله ما رد يده إلى نحره حتى ألقت السماء بأوراقهـا .
وجاء أهل البطانة يصيحون : يا رسول الله الغرق ، الغرق ، فرفع يديه إلى السماء ، وقــال : (( اللهم حوالينا ولا علينا )) ، فانجاب السحاب عن المدينة حتى أحدق بها كالإكليل فضحك رسول الله حتى بدت نواجذه ثم قال : (( لله در أبي طالب لو كان حياً قرت عيناه من ينشد قوله ؟ )) فقام علي بن أبي طالب فقال : يا رسول الله كأنك أردت قــوله :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ...... ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ...... فهم عنده في نعمة وفواضـل
كذبتم وبيت الله يبزى محمد ...... ولما نقاتل دونه ونناضــل
ونسلمه حتى نصرع حوله ...... ونذهل عن أبنائنا والحلائــل
لك الحمد والحمد ممكن شكر ...... سقينا بوجه النبي المطر
دعا الله خالقه دعوة ...... إليه وأشخـص مــنه الـبصر
فلم يك كلف الـــرداء ...... وأسـرع حتى رأينا الدرر
رقاق العوالي عم البقاع ...... أغاث به الله عينا مضـــر
وكان كما قاله عمه ...... أبو طالب أبيض ذو غــــرر
به الله يسقي بصوب الغمام ...... وهذا العيان كذاك الخـبر
فمن يشكر الله يلقى المزيد ...... ومن يكفر الله يلقى الغيـر
قال : فقال رسول الله: (( إن يك شاعر يحسن فقد أحسنت )) .
- أكله الأسد بدعاء الرسول
عن هبار بن الأسود قال : كان أبو لهب وابنه عتبة قد تجهزا إلى الشام ، وتجهزت معهما ، فقال ابن أبي لهب : والله لأنطلقن إلى محمد فلأوذينه في ربه ، فانطلق حتى أتى محمداً فقال : يا محمد هو – أي بمعنى أنا – الذي يكفر بالذي دنا فتدلى ، فكان قاب قوسين أو أدنى ، فقال رسول الله (( اللهم ابعث عليه كلباً من كلابك )) ثم انصرف فقال له أبوه : أي بني ما قلت له وما قال لك ؟ فأخبره ، قال : أي بني ، والله ما آمن عليك دعوة محمد ، فسرنا حتى نزلنا الشراة وهي مأسدة – أي بها أسود – فقال لنا أبو لهب : إنكم قد عرفتم سني وحقي ، وإن محمداً قد دعا على ابني دعوة والله ما آمنها عليه ، فأجمعوا متاعكم إلى هذه الصومعة ، ثم افرشوا لا بني عليه ، ثم افرشوا حوله ، ففعلنا ، وبات هو فوق المتاع ونحن حوله ، فجاء الأسد ، فشم وجوهنا ، فلما لم يجد ما يريد تقبض ثم وثب . فإذا هو فوق المتاع فشم وجهه ثم هزمه هزمة ، ففضح رأسه وانطلق ، فقال أبو لهب : قد والله عرفت ما كان ليفلت من دعوة محمد .
- دعا عليها فقٌتلت وقُتل أولادها
قالت عائشة – رضي الله عنها – بلغ رسول الله أن امرأة من بني فزارة يقال لها : أم قرفة قد جهزت ثلاثين راكباً من ولدها وولد ولدها ، قالت : اقدموا المدينة فاقتلوا محمداً ! فقال النبي: (( اللهم أثكلها بولدها ؟ )) وبعث إليهم زيد بن حارثة ، فالتقوا بالوادي . وقتل أصحاب زيد فارتث جريحاً ، وقدم المدينة ، فعاهد الله أن لا يمس رأسه ماء حتى يرجع إليهم ، فبعث معه رسول الله بعثاً فالتقوا فقُتل بني فزارة ، وقتل ولد أم قرفة وقتل أم قرفة ، وبعث بدرعها إلى رسول الله فنصبه بين رمحين وأقبل زيد حتى قدم المدينة .
قالت عائشة – رضي الله عنها - : ورسول الله تلك الليلة في بيتي فقرع الباب ، فخرج إليه يجر ثوبه حتى اعتنقه وقبله رسول الله.
]أخرجه أبو نعيم (ص 468) .[
- ذهبت أبصارهم وأصابهم العمى بدعاء النبي المجتبى
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال الله عز وجل في القرآن وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وعلي بن أبي طالب وسهيل بن عمرو بين يديه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام اكتب بسم الله الرحمن الرحيم فأخذ سهيل بيده فقال ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف فقال اكتب باسمك اللهم فكتب هذا ما صالح عليه محمد رسول الله أهل مكة فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال لقد ظلمناك إن كنت رسوله أكتب في قضيتنا ما نعرف قال اكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله بن عبد المطلب وأنا رسول الله فكتب فبينا نحن كذلك خرج علينا ثلاثون شابا عليهم السلاح فثاروا في وجوهنا فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ الله أبصارهم فقمنا إليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هل جئتم في عهد أحد أو هل جعل لكم أمانا قالوا لا فخلى سبيلهم فأنزل الله عز وجل { وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون بصيرا }
الراوي: عبدالله بن مغفل - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/148
]أخرجه أحمد (4/87) ، والنسائي كما في تفسير ابن كثير (4/192) وقال الهيثمي في المجمع (9/116) : رجاله رجال الصحيح .[
- الرجال تصرع بدعاء سيد الرجال
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فسمعته يقول يا مالك يوم الدين إياك نعبد وإياك نستعين قال فلقد رأيت الرجال تصرع تضربها الملائكة من بين يديها ومن خلفها
الراوي: أبو طلحة - خلاصة الدرجة: فيه عبد السلام بن هاشم وهو ضعيف - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 5/331
]أخرجه أبو نعيم في الدلائل (386) : (459- 460) .[
- دعا على قريش حتى أكلوا الجيف والميتة
دخلنا على عبد الله بن مسعود قال : يا أيها الناس ، من علم شيئا فليقل به ، ومن لم يعلم فليقل : الله أعلم ، فإن من العلم أن يقول لما لا يعلم الله أعلم ، قال الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم : { قل ما أسألكم عليه من أجر وما أنا من المتكلفين } . وسأحدثكم عن الدخان ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا قريشا إلى الإسلام فأبطؤوا عليه فقال : ( اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف ) . فأخذتهم سنة فحصت كل شيء ، حتى أكلوا الميتة والجلود ، حتى جعل الرجل يرى بينه وبين السماء دخانا من الجوع . قال الله عز وجل : { فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين . يغشى الناس هذا عذاب أليم } . قال : فدعوا : { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون .
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4809
- استجابة دعائه للوليد وسلمة وعياش
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يقنت في صلاة الفجر إلا إذا دعا لقوم أو دعا على قوم وأنه قنت مرة بعد الركوع فقال اللهم قال ابن المثنى اللهم نج الوليد بن الوليد ولم يقل ذلك عمرو اللهم أنج سلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين والمسلمين من أهل مكة اللهم اشدد وطأتك على مضر وخذهم بسنين كسني يوسف قال فابتلوا بالجوع حتى أكلوا العلهز قال عباد فقلت للقاسم ما العلهز قال الدم بالوبر
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: ابن جرير الطبري - المصدر: مسند ابن عباس - الصفحة أو الرقم: 1/329
- دعا الله أن يعمي عليهم الطريق فعمي عليهم
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن ناسا من عكل وعرينة ، قدموا المدينة على النبي صلى الله عليه وسلم وتكلموا بالإسلام ، فقالوا : يانبي الله ، إنا كنا أهل ضرع ، ولم نكن أهل ريف ، واستوخموا المدينة ، فأمرلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذود وراع ، وأمرهم أن يخرجوا فيه فيشربوا من ألبانها وأبوالها ، فانطلقوا حتى إذا كانوا ناحية الحرة كفروا بعد إسلامهم وقتلوا راعي النبي صلى الله عليه وسلم واستاقوا الذود ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فبعث الطلب في آثارهم ، فأمر بهم فسمروا أعينهم ، وقطعوا أيديهم ، وتركوا في ناحية الحرة حتى ماتوا على حالهم . قال قتادة : بلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك كان يحث على الصدقة ، وينهى عن المثلة . وقال شعبة أبان وحماد عن قتادة : من عرينة . وقال يحيى بن أبي كثير وأيوب عن أبي قلابة عن أنس : قدم نفر من عكل .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: [صحيح] - المحدث: البخاري - المصدر: الجامع الصحيح - الصفحة أو الرقم: 4192
أخرجه البيهقي .
- دعا عليه فلفظته الأرض ولم تقبله
عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه دعا على محلم بن جثامة الكناني الليثي ، فمات بعد سبع ليال من دعائه، فلما مات دفنه قومه فلفظته الأرض ثم دفنوه فلفظته الأرض ثلاث مرات فألقوه بين ضوجي جبل ورموا عليه الحجارة فأكلته السباع قال ابن أبي الزناد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أخبر أن الأرض لفظته قال أما إن الأرض تقبل من هو شر منه ولكن الله أراد أن يريكم عظم الدم عنده
الراوي: ابن أبي الزناد - خلاصة الدرجة: إسناده منقطع - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 7/297
أخرجه ابن جرير والبيهقي.
- دعاؤه على رجل اللهم أخس سهمه
عن عطية السعدي – رضي الله عنه – أنه كان ممن كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم سبي هوازن فقال يا رسول الله عشيرتك وأصلك وكل المرضعين دونك ولهذا اليوم اختبأناك وهن أمهاتك وأخواتك وخالاتك فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فردوا عليهم سبيهم إلا رجلين فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا فخيروهما فقال أحدهما إني أتركه وقال الآخر لا أتركه فلما أدبر قال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم أخس سهمه فكان يمر بالجارية البكر والغلام فيدعه حتى مر بعجوز قال فإني آخذ هذه فإنها أم حي ويستفدونها مني بما قدروا عليه فكبر عطية وقال خذها يا رسول الله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز يا رسول الله ما فوها ببارد ولا ثديها بناهد ولا وافدها بواجد عجوز يا رسول الله بقراء سبية ما لها أحد فلما رآها لا يعرض لها أحد تركها
الراوي: عطية - خلاصة الدرجة: في إسناده الزبير والد النعمان بن الزبير الصنعاني ولم أعرفه , وبقية رجاله ثقات - المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 6/191