هذا سؤال وردني عدة مرات ولذلك أحببت أن أوضحه في هذه السطور، فقد جاء على العديد من المنتديات قولهم:
1- معجزه علمية لابد أن نمارسها على الفراش!!! النفض ثلاث مرات قبل أن ننام هذه سنة يهجرها كثير من الناس. لقد اثبت العلماء أن الإنسان حين ينام على فراشه يموت في جسمه خلايا فتسقط على الفراش وحينما يستيقظ تبقى الخلايا موجودة على فراشه وعندما ينام مرة أخرى تسقط الخلايا مرة ثانية فتتأكسد هذه الخلايا فتدخل داخل جسم الإنسان وتسبب له أمراض والعياذ بالله وهذه الخلايا لا ترى إلا بالمجهر. حاول الغربيون علاج هذه المشكلة بغسل الفراش بالمنظفات لكن دون جدوى فقام أحد العلماء بنفض هذه الخلايا بيده ثلاث مرات فإذا بالخلايا تختفي ففرح فرد عليه رجل مسلم فقال إن الرسول قد قالها من قبل (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فانه لا يدري ما خلفه عليه).
2- هذه الحشرة مكبرة آلاف المرات بالمجهر، وهذا المخلوق ينام معك يوميا وأنت لا تدري وهذه الحشرة تعيش في البطانيات والمخدات (الوسائد) وأفضل طريقة للتخلص منها هو نفض الفراش ثلاث مرات وعرضها أمام أشعة الشمس لأنها حساسة تجاه الضوء والشمس لأنها لا تتأثر بالغسيل.
والجواب:
إن موت خلايا الجلد هو حقيقة علمية حيث تموت آلاف الخلايا كل ساعة وبالتالي فإن خلايا الجلد تتجدد باستمرار، هذه معلومة صحيحة، أما أن هذه الخلايا تتأكسد وتضر الجسد فهذه المعلومة غير صحيحة، لأن ملابس الإنسان تحوي شيئاً من خلايا الجلد الميتة، وبالتالي فإن تعريضها للشمس أو نفضها هو عمل مفيد ولكن ليس لدرجة أنه يزيل كل الخلايا.
بالنسبة للحشرات الصغيرة التي تنام معنا ولا تُرى إلا بالمجهر فهذه لا تزول بالغسيل ولا حتى بالنفض وقد تكون أشعة الشمس أفضل وسيلة لإزالتها، وهي غير ضارة ولا تؤثر علينا.
وخلاصة القول: إن نفض الفراش سنة نبوية مؤكدة ولها فوائد، كذلك البسملة والاستعاذة من الشيطان عندما نأوي للفراش والدعاء والنوم على الجانب الأيمن، فهذه سنن مؤكدة، ولكن يا إخوتي اختلطت الأمور في المقالة السابقة، حيث خلط كاتب المقالة بين سنة نبوية وبين موت خلايا الجلد وبين القراديات التي تعيش معنا وعلى ملابسنا وفي الفراش وعلى السجادة وفي الثياب، وهي غير ضارة. ولا علاقة لهذه بتلك.
أما عن الصورة المكبرة بالمجهر فهناك ملايين الحشرات الغريبة والتي لا تُرى إلا بالمجهر وتعيش معنا وهي غير مؤذية، وهناك أنواع كثيرة من البكتريا تعيش معنا وفي فمنا وعلى سطح جلدنا، لذلك ينبغي أن ننتبه إلى مثل هذه الأشياء ولا نخلطها ببعضها ولا نربط الحديث النبوي أو الآية القرآنية إلا بالحقائق الثابتة.
بقلم عبد الدائم الكحيل
www.kaheel7.com