زيارة القبور مشروعة ما لم ينشئ لها سفراً، فأما السفر للزيارة فلا يجوز قال –صلى الله عليه وسلم-:" كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها" رواه مسلم (977) من حديث بريدة بن الحصيب –رضي الله عنه-، وقال – صلى الله عليه وسلم -:" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى" متفق عليه عند البخاري (1189) ومسلم (827) من حديث أبي سعيد الخدري –رضي الله عنه-.
رابعاً: زيارة مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – مستحبة، ثم بعد ذلك يزور قبره – صلى الله عليه وسلم
واعلم أن زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهم القربات وأنجح المساعي , فإذا انصرف الحجاج والمعتمرون من مكة استحب لهم استحبابا متأكدا أن يتوجهوا إلى المدينة لزيارته صلى الله عليه وسلم , وإذا توجه فليكثر من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم في طريقه , فإذا وقع بصره على أشجار المدينة وحرمها وما يعرف بها زاد من الصلاة والتسليم عليه صلى الله عليه وسلم وسأل الله تعالى أن ينفعه بهذه الزيارة وأن يقبلها منه " ويستحب أن يغتسل قبل دخوله ويلبس أنظف ثيابه , ويستحضر في قلبه شرف المدينة , وأنها أفضل الأرض بعد مكة عند بعض العلماء , وعند بعضهم أفضلها مطلقا , وأن الذي شرفت به صلى الله عليه وسلم خير الخلائق . وليكن من أول قدومه إلى أن يرجع مستشعرا لتعظيمه ممتلئ القلب من هيبته كأنه يراه , فإذا وصل باب مسجده صلى الله عليه وسلم فليقل الذكر المستحب في دخول كل مسجد وسبق بيانه في آخر باب ما يوجب الغسل , ويقدم رجله اليمنى في الدخول واليسرى في الخروج كما في سائر المساجد , فإذا دخل قصد الروضة الكريمة , وهي ما بين القبر والمنبر فيصلي تحية المسجد بجنب المنبر .