الأسير: دعوا السنّة يأتون إليّ!
آمال خليل
منذ مطلع الشهر الجاري، يطل الشيخ الفارّ أحمد الأسير، تغريداً أو بالصوت، على نحو دائم. إطلالات باتت شبه يومية أخيراً، لا تعوض غيابه منذ أواخر آب الفائت، لكنها أيضاً تعوض النقص الذي «يعانيه أهل السنة والجماعة في زعامتهم» بحسب البعض. كثيرون عدّوا صعوده الصاروخي إشارة الى الإحباط السني، إذ استطاع في غضون أسابيع قليلة أن يتصدر الاهتمام والشاشات.
تسلق بداية على أكتاف «الثورة السورية»، قبل أن تأخذه الأضواء وينصّب نفسه الناطق باسم «مظلومية أهل السنة» من لبنان إلى الصومال حتى بورما وكشمير وأفغانستان. في مسجد الحرمين الشريفين في مكة المكرمة وجبهات القتال في سوريا وساحات الاعتصام في مصر، رفعت لافتات حملت تحية إلى «البطل»، وعوامل عدة أسهمت في صناعة «رمزية» الشيخ الذي أجاد اللعب على الوتر المذهبي، واستفاد من غياب زعماء الطائفة في غربتهم الداخلية أو الخارجية. وهو اليوم، لا يتوانى عن استثمار تراجع الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل عن رفض المشاركة مع حزب الله في حكومة واحدة حتى نزع سلاحه والانسحاب من سوريا.
وكعادته، منذ ما بعد معركة عبرا، لا يترك مناسبة إلا يهاجم فيها آل الحريري وتيارهم. في آخر تغريدة له صباح أمس على حسابه على موقع «تويتر»، قال متهكماً إن «أولى نتائج المقاومة السلمية ضدّ سلاح الحزب هي الموافقة على حكومة جامعة معه تُغطي إجرامه في لبنان وسوريا». ورأى أن «شباب ثورة 14 اذار أخطأوا عندما سلّموا ثورتهم لزعماء، منهم، من لا يتقن إلا رفع السّقف ثم الانبطاح لأنّ قرارهم في الخارج لا عندهم، مقترحاً على الحريري والرئيس المكلف تمام سلام «إحداث حقيبة وزاريّة للسنّة هي: وزارة الذّل والعار في ظلّ هيمنة الرئيس نبيه برّي والسيد حسن نصر الله، وانتهازيّة النائب ميشال عون، ودهاء النائب وليد جنبلاط»، لافتاً من مخبئه إلى أن همّه «عدم السكوت عن الظلم الواقع علينا حتى آخر لحظة في حياتي».
ومنذ ما قبل معركة عبرا، كثف الأسير هجومه على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري، الذي «ينعم ويرقص في الخارج»، كما هاجم النائبة الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، اللذين لم يخفيا تعاطفهما معه قبل المعركة وبعدها.
في اتصال مع «الاخبار»، اقترح إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود على الشيخ الفارّ أن يضيف الى التغريدة «غباوة أحمد الأسير». وهي، في رأي حمود، «غباوة تبلغ ذروتها إذا كان يطرح نفسه زعيماً لأهل السنة، أو لأي قيادة»، متمنياً لو كان الأسير قد اتعظ من تجربته في العامين الأخيرين «ليتوب ويتراجع.» ورأى حمود أن زعامة آل الحريري «تتعرض للاهتزاز حالياً بسبب حيرتهم بين الاعتدال والتطرف الذي يقضمها. ويظنون أن سكوتهم عن شتائم الأسير يجعلهم يمسكون 20 في المئة من الأصوات في الانتخابات». ولفت إلى أن زعامة الرئيس رفيق الحريري «لم تملأ الفراغ، ولم تكن متكاملة، بل كانت آنية وقائمة على المصالح والعلاقات، وجاءت في ظرف فراغ وإحباط. أما الزعامات السنية اللبنانية طوال تاريخها، فارتبطت بزعامتين عربيتين، هما الزعيمان جمال عبد الناصر وياسر عرفات». يرى حمود أن «الزعامة السنية الحقيقية هي المرتكزة على فهم إسلامي سليم وكامل، وتحمل قضايا الأمة الكبرى على رأسها فلسطين ومواجهة النفوذ الأميركي في المنطقة».
تغريدة الأسير الأخيرة، سبقتها تغريدة أول من أمس للمشككين، أكّد فيها أنه كان «من آخر الذين انسحبوا من محيط مسجد بلال في معركة عبرا، وخرجت كاشفاً وجهي ومعي سلاحي، ولولا وجود النساء والأطفال معنا لما انسحبت». وانطلاقاً من موقع الواعظ والمرشد الروحي، نصح «العلماء والسياسيين السنّة بقول الحق أمام الجرائم التي يرتكبها حزب الله بحقنا، سواء منه مباشرة أو عبر أدواته، ولا سيما الجيش اللبناني».
K!M0الجمعة يناير 31, 2014 11:48 pm