كراسي الأسير للبيع وإمام مسجديه متوار
تساؤلات عن مستودعات تابعة للأسير لا تزال مجهولة (مروان طحطح)
آمال خليل
كراسي مسجد بلال بن رباح في عبرا معروضة للبيع. لجنة المسجد التي كان يرأسها إمامه الفار أحمد الأسير، تسعى الى إيجاد زبون يشتري مئات الكراسي البلاستيكية التي كانت تستخدم في الاعتصامات وخطب الجمعة. أخيراً، اضطرت اللجنة الى التخلص منها بعدما كانت قد نقلتها إلى المسجد من مستودع مجاور استأجره الأسير لحفظ «العدّة» التي كان يستخدمها في أنشطته، إلا أن صاحب المستودع رفض تجديد عقد الإيجار السنوي بعد انتهائه قبل حوالى الشهر.
مصادر إفتاء صيدا كشفت أن مفتي صيدا الشيخ سليم سوسان ألحق، بعد معركة عبرا، اللجنة بالأوقاف، لكنه فصل ممتلكات المسجد في عهد الأسير عنها. وفي ما يتعلق بصفقة الكراسي، يمثل اللجنة في هذا الإطار نائب رئيسها حسين الشريف (شقيق رئيس جمعية تجار صيدا وأحد كوادر تيار المستقبل علي الشريف)، بالتنسيق وبموافقة سوسان «على أن يعود ريع ثمن الكراسي لمصلحة عائلات شهداء جماعة الأسير في عبرا» بحسب المصادر. وعُلم أن المستودع الذي استرجعه صاحبه ليس الوحيد الذي يستخدمه الأسيريون، ما أثار تساؤلات عن مستودعات أخرى مجهولة، وما اذا كانت تختزن «محفوظات» أخطر من الكراسي.
ترك الأسير خلفه أموراً عدة عالقة لا تقتصر على «عدّة الشغل». بعد المعركة، أوعزت النائبة بهية الحريري إلى سوسان بتسلم مسجد بلال. كلّف مفتي صيدا الشيخ محمد أبو زيد الإمامة والخطابة في المسجد قبل أن يقرر الأخير الاستقالة قبل أشهر قليلة. بعد ذلك، كُلّف أحد مساعدي الأسير، الشيخ الفلسطيني محمود مشعل، الذي أقصي من منصبه بعد حذوه حذو شيخه الفار في الخطب والدروس الدينية ذات النبرة المتطرفة. منذ ذلك الحين، يتولى شباب المسجد من أنصار الأسير إدارة شؤونه وإمامة الصلاة فيه يومياً. أما أيام الجمع، فيتناوب كل من مشعل وثلاثة مشايخ من الأوقاف على إلقاء الخطب. أحد مشايخ الأوقاف اعتذر عن عدم المتابعة ليقتصر الأمر حالياً على شيخين ليسا محسوبين على الأسير. في وقت توارى فيه مشعل عن الأنظار قبل أيام إثر استدعائه من قبل استخبارات الجيش للتحقيق معه في علاقته مع متورطين في التفجيرات الانتحارية الأخيرة. مقربون منه قالوا إن الشيخ الفلسطيني لجأ إلى حي الطوارئ في عين الحلوة هرباً من تعقب الجيش الذي استدعاه أكثر من مرة، وكان يطلقه بعد أيام. مشعل هو إمام وخطيب «مصلّى عيسى ابن مريم» في كفرجرة، شرق صيدا الذي يدعمه مادياً أحد ممولي الأسير، وهو رجل أعمال من آل العلايلي. في صلاة الجمعة الماضية، أقام الصلاة يدعى محمود مستو، أحد مناصري الأسير، وهو أستاذ كيمياء ولم يدرس الشريعة الإسلامية. وحتى الآن، لم يتخذ سوسان قراراً بإلحاق المصلى بالأوقاف على غرار مسجد بلال. لجوء مشعل إلى عين الحلوة أثار تساؤلات عن لمّ شمل شيوخ الأسير في مصلى واحد، إذ انضم مشعل إلى شيخه الأسير ومساعديه الشيخين أحمد الحريري ويوسف حنينة، اللذين فرا معه من أرض المعركة. علماً بأن مساعداً آخر له، هو الشيخ عثمان حنينة، لجأ إلى حي حطين أواخر الشهر الماضي، خوفاً من استدعائه من قبل الجيش، بعد توقيف زميله الشيخ الفلسطيني علاء الصالح الذي لا يزال موقوفاً.
Mohamed Samehالجمعة يناير 31, 2014 6:09 pm