اليوم الثامن للمحكمة الدولية: العرض مستمر

اليوم الثامن للمحكمة الدولية: العرض مستمر




أنجزت المحكمة الدولية أمس الاستماع إلى ثمانية شهود ادعاء في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري. لكن الشهادات لم تغيّر في وقائع الحادثة؛ إذ جاءت بمعظمها جملة مشاعر ومعاناة فردية لعائلات الضحايا الذين سقطوا في الاغتيال، من مرافقي الحريري والمواطنين. وحدها المحققة السابقة في مكتب المحكمة في لجنة التحقيق الدولية في بيروت، روبن فرازر، قدمت شهادة تقنية حول تحليل كاميرات المراقبة في محيط موقع الانفجار في السان جورج وخط السير الذي سلكه موكب الحريري.
وبعد ساعات من عرضها لتقارير ومعلومات، جزمت بأن شاحنة «الميتسوبيشي» استخدمت في التفجير. هكذا عشرات من ساعات البث المباشر من لاهاي إلى لبنان والعالم، لم تؤثر في الرأي العام من المحكمة، الموالي والمعارض لها.
في الجلسة الثامنة للمحكمة، استكملت المحكمة الاستماع إلى الضابط المتقاعد من جهاز فوج إطفاء بيروت خالد طبيلي، الذي كان بين أول الواصلين إلى السان جورج. أول من أمس، استذكر طبيلي كيف انتقل من مركز الفوج في منطقة الباشورة إلى السان جورج للمشاركة في إطفاء الحريق الذي خلّفه الانفجار. وعلى مجسم لمسرح الجريمة والمباني المحيطة وموكب الحريري المستهدف، عرض حجم الحرائق وكيفية إخمادها وآلية عمل عناصر الإطفاء الذين وجدوا صعوبة في إخماد النيران. وعرض تفاصيل وصفية أكثر لموقع التفجير. فأشار إلى أن الحفرة التي خلفها كانت كبيرة جداً وفيها الكثير من حطام السيارات التي تمركزت المحترقة منها بالقرب من بنك بيبلوس وهي تابعة للموكب. ولفت إلى الصعوبة التي وجدها عناصر الإطفاء في إخماد الحريق، ولا سيما في سيارة الحريري، ربما لأن زجاجها سميك ومصفحة، كما قال. الطبيلي أشار إلى أن الحفرة لم تكن في منتصف الطريق، بل قريبة جداً من مبنى السان جورج. وبالنسبة إلى الشاحنة التي تظهر في بعض الصور، لفت إلى أنها تابعة لشركة بيبسي كولا وربما كانت تقوم بتفريغ حمولتها أمام مطعم أو فندق.
بعد الطبيلي، استمعت المحكمة إلى الشاهد السري الثاني الذي أدلى بشهادة شخصية، عبر نظام المؤتمرات المتلفزة، لكن مع إخفاء صورة وجهه لدواعٍ تتعلق بحمايته الشخصية. الشاهد الذي منحته المحكمة الرمز PRH427 هو شقيق أحد الضحايا الذي كان يعمل في منطقة قريبة من مكان التفجير. وأشار إلى أنه ووالديه عثرا على شقيقه (26 عاماً) مصاباً بجروح بالغة ويعالج في أحد المستشفيات حيث توفي بعد ساعات. في ختام الجلسة، لفت الادعاء إلى أن الشاهد السري كان الأخير لهذا الأسبوع، فيما وافق رئيس غرفة الدرجة الاولى القاضي ديفيد راي على طلب الادعاء بتقديم إفادة أحد الشهود خطياً لا شفهياً.
وتستأنف المحكمة جلساتها بدءاً من صباح اليوم.