- انتشارها واسع وأضرارها خطرة -
أدوية إنقاص الوزن - صفقات مربحة بأوهام خادعة .
بحثاً عن الرشاقة ورغبة في فقدان الوزن بأسرع طريقة، أصبحت أدوية إنقاص الوزن الحل الأمثل والأقل جهداً لتحقيق حلم راود معظم السيدات والرجال، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة إعلانات شرسة تروج لهذه الأدوية وتستهدف فئة النساء والمراهقات بالأخص، تحت شعارات مغرية، بأنها “طبيعية”، “سريعة المفعول”، و”لا آثار جانبية لها”، وبناءً أيضاً على نصيحة صديق، مما جعلهن يتجهن إلى حبوب إنقاص الوزن أو حبوب الرشاقة التي أصبحت تباع الآن في الصيدليات، دون استشارة الطبيب أو معرفة الآثار الجانبية التي تترتب على استخدامها.
نتيجة لحملات الترويج المكثفة لهذه الأدوية، فقد انتشرت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، ما سمح بعمليات غش وتقليد دفعت وزارة الصحة إلى التحذير مؤخراً من استخدام بعضها، ومنها كبسولات “ماجستيك اليغانس” التي تستخدم لإنقاص الوزن بعد اكتشاف احتوائها على مواد سيبوترامين وفينولفيثالين الضارة بالصحة خاصة بالنسبة للمصابين بمرض الشريان التاجي وضغط الدم والذين سبق إصابتهم بانسداد في شرايين الأطراف، علماً أن منظمة الأدوية الأوروبية أصدرت تقريراً في عام 2010 يفيد أن مخاطر هذا الدواء أكثر من منفعته، وقد تم إلغاء تسجيل المستحضر الذي يحتوي على مادة سيبوترامين في دولة الأمارات العربية المتحدة منذ ذلك الحين .
الآثار الجانبية
وعن المشكلات الصحية والآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن يقول محمد يونس لختصاصي تغذية: “إن معظم أنواع هذه الأدوية تحتوي على مواد تقلل الشهية للطعام، وكثرة تعاطيها يؤدي إلى الإدمان وحدوث مشكلات صحية خاصة للحالات المرضية المزمنة كمرض السكر وارتفاع ضغط الدم، كما تسبب مشكلات صحية للبعض من بينها زيادة معدلات ضربات القلب، زيادة العرق، الإمساك، الشعور بالعطش الشديد، جفاف الحلق وقلة النوم “الأرق”، الإحساس بالقلق، الشعور بالنعاس والصداع، ما عدا دواء أورليستات الذي لا يحتوي على أضرار” .
ويضيف: “تنقسم أدوية إنقاص الوزن إلى مجموعات، منها أدوية تقليل الشهية التي تعمل على زيادة إفراز مواد كيميائية بالمخ كالسيروتونين والكاتيكولامين، التي تؤثر في الشهية، وفي الحمل والرضاعة، لذلك ينصح عند وصف الطبيب أدوية إنقاص الوزن، سؤاله عن تأثيرها على الحمل والرضاعة والحساسية، وإبلاغه بالتاريخ الطبي في حال وجود مرض السكر، ارتفاع ضغط الدم، مرض القلب، الكلى، نوبات الصرع، الغلوكوما بالعين، زيادة إفراز الغدة الدرقية، الاكتئاب، أو حتى عند استعمال أدوية الصداع النصفي، وبعض أدوية الإقلال من الشهية تسبب النعاس ولذلك يمنع قيادة السيارة عند استعماله” .
كما ذكر الدكتور محمد بعضاً من هذه الأدوية، ك “SibutramineHCl “ اختصار المصطلح Hydro Chloride Loride المتداول بإسم Sibutrim، وهو دواء صيدلاني مصرح به من هيئة الدواء والغذاء الأمريكية “FDA” وأوروبا، ويستخدم تحت إشراف طبي، ويعتبر المادة الفعالة في ثورة عالم الرشاقة، لأنه يؤثر في مركز الشهية بالدماغ ويعمل “كمثبط” يؤدي إلى زيادة الشعور بالشبع، كما يقوم في نفس الوقت بالتحفيز إلى بذل الطاقة، ومن أعراضه الجانبية، جفاف شديد في الحلق، قلق، صداع وارتفاع في حرارة الجسم (الهبات الساخنة)، وقد يعطي نتيجة عكسية فيفتح الشهية بدلاً من التقليل منها، وتختلف الأعراض من شخص إلى آخر، إضافة إلى دواء “Antiobesity” الذي يعتبر من أهم أدوية إنقاص الوزن، حيث يشعر متناوله بالشبع ويساعد في خفض الوزن .
دور "الكافيين"
وذكر أنه على الرغم من أن الكافيين نادراً ما يدرج في ورقة الإرشادات الخاصة بالمكملات الغذائية الخاصة بفقدان الوزن، لكنه المكون الرئيسي فيها بشكل شبه دائم، حيث تكثر مصادره وتتنوع ومن ذلك خلاصة الشاي الأخضر، غوارانا، المتّة، جوزة الكولا، وكثير غيرها .
كما عمدت مجموعة Consumer Lab في مراجعة أجرتها عام 2005 للمكملات الغذائية التي تساعد على فقدان الوزن، إلى قياس مستويات الكافيين في منتجين شهيرين لخسارة الوزن لايزالان يُباعان في السوق وهما Zantrex3 وXenadrine EFX حيث تبيّن أن الأول يحتوي على 1233 ملغ من الكافيين في جرعة موصى بها يومياً أي ما يعادل 30 عبوة كوكا كولا، أمّا الثاني فيحتوي على أقل من 448 ملغ، لكن هذه الكمية لاتزال تتخطى بمرة ونصف كمية الكافيين المرتبطة بآثار معاكسة، كزيادة نبضات القلب واضطرابات النوم . كما أظهرت الدراسات الحديثة أن الكافيين يحتوي على تركيزات عالية تساعد في تقليل الشهية، لكن هذا الأثر لا يدوم طويلاً، إذ تعمل هذه المادة الكيماوية أيضاً كمدر للبول، عبر تحفيز إطلاق المياه المحبوسة، ما يؤدي إلى خسارة الوزن لفترة قصيرة.
وفي هذا الإطار، توصلت دراسات مركز البحوث الغذائية الخاصة بالبدانة في جامعة بوسطن إلى أدلة تشير إلى أن الكافيين قد يسهم في فقدان مؤقت للوزن، حيث تتمثل مهمته في تكسير الدهون، لذا يجب أن يكون لذلك نظرياً أثر مفيد، لكن عملياً لا جدوى منه، لأن الجسم يعرف كيف يستردّها، لذلك لن تدوم النتيجة طويلاً .
"الأورليستات" وآثارها الجانبية
وصنف اختصاصي التغذية أدوية إنقاص الوزن إلى مجموعات، الأولى أدوية الإقلال من امتصاص الدهون، منها الأدوية التي تحتوي على مادة أورليستات (Orlistat ) مثل: Xenical . Orlistat . Orly . Quick-Slim . Slim Safe، وخواص هذه الفئة من الأدوية المضادة للسمنة تدعى مثبطات الليباز، أو حاصرات الدهون، عن طريق تثبيط عمل إنزيمات الليباز بالبنكرياس، أورليستات يمنع امتصاص الأمعاء للدهون بنسبة 30%، وهذه الفئة من الأدوية لا تؤثر على المخ كالسيبوترامين .
ومن أهم مميزاتها أن استخدامها آمن لمرضى الضغط كما أنها لا تسبب الأرق أو أعراض الاكتئاب، ورغم ذلك يجب أخذ الاحتياطات اللازمة من أورليستات، إذ يمكن أن تقلل من امتصاص الفيتامينات التي تذوب في الدهون وهي (D E .K .A )، لذا لا ينبغي أن تعطى للمرضى الذين يعانون سوء الامتصاص، ولذلك ينصح بأخذ أقراص الفيتامينات على الأقل ساعتين قبل أو بعد جرعة من أورليستات، كما يجب على المصابين بحصى الكلى استخدامه بحذر حتى لا يشكل خطورة عليهم، أما إذ كان الشخص مصاباً بمرض السكري، ويتناول دواء مرض السكر عن طريق الفم أو الأنسولين، فعليه استشارة الطبيب فقد يحتاج إلى تخفيض الجرعة . وعن الآثار الجانبية التي تسببها الأورليستات، يقول: “تحدث تغيرات في عادات الأمعاء، وتشمل الغازات، ألماً بالبطن، البراز الدهني، زيادة توتر حركات الأمعاء، عدم القدرة على التحكم في حركة الأمعاء، إسهال، كما أنه بطيء في التأثير، ويمكن للمرأة أيضاً أن تلاحظ وجود مخالفات في الدورة الشهرية مع أخذ أورليستات، وقد تحدث حساسية والتهاب الكبد، ولكن نادرة جداً” .
أصناف الأدوية
أما عن المجموعة الثانية لأدوية إنقاص الوزن يضيف: “يعتبر الشيتوسان” Chitosan” مادة منقاة كيماوياً مصنوعة من قواقع الروبيان والسلطعون والكركند، وتتألف هذه المادة من مسحوق استخدم في صناعة تنقية المياه منذ عدة سنوات، فعندما تُرش الشيتوزان على وجه أحواض المياه تعمل على توحيد الدهون، نتيجة لذلك، تسهل إزالتها عن وجه المياه، أدى هذا الواقع إلى الادعاء بأن المكملات الغذائية التي تحتوي على الشيتوزان تتمتع بصفات مذهلة “تمتص الدهون”، حتى أنها تمتص دهون مشتقات الحليب قبل وصولها إلى الأمعاء وتخرجها من الجسم في عملية الإخراج، لكنه لا يؤثر على النشويات أو السكريات أما من لا يحتوي طعامه على دهون كثيرة فهو غير فعال بمفرده، علاوة على ذلك يعرف عن “الشيتوزان” أنها مصدر غني بالألياف، ما يمنح المرء شعوراً بالشبع عندما يتناولها مع وجبة، ومن أمثلته الشيتوكال “CHITOCAL CAP”، من أضراره الجانبية، تأثيره في الجهاز الهضمي بطيء المفعول، كما أنه غير مدعم بدراسات كافية في الأمان والفاعلية، أما مميزاته فهو رخيص الثمن، آمن مع مرضي الضغط”.
أما المجموعة الثالثة فهي مكملات غذائية تساعد في تخفيض الوزن مثل، حبوب الشاي الأخضر “Dexatrim “، حيث وجد أن للشاي الأخضر تأثيراً جيداً جداً كمادة مضادة للتأكسد، كما أن له دوراً في المساعدة على تخفيض الوزن، لكن وجد أن هذا التأثير لا يمكن الحصول عليه إلا من خلال استخدام كميات كبيرة، وقد يتسبب هذا بأعراض جانبية، مثل الإمساك، وانخفاض ضغط الدم، لذا ينصح باستخدام مركزات على شكل حبوب أو مكملات غذائية تتميز بأنها آمنة جداً، ولا تسبب أعراض جانبية، إضافة إلى انخفاض سعره، ومن عيوبه أنه بطيء جداً ويحتاج إلى كميات كبيرة من الاستعمال .
وأشار إلى أن المجموعة الثالثة ك “أدوية نخالة الخبز” من الأدوية التي تنتفخ بالمياه وتتطلب شرب كمية كبيرة منها، حيث يزداد حجمها داخل المعدة مما يسبب الإحساس بالشبع ولكنها مملة لاحتياج الفرد إلى كم كبير من الأقراص قبل كل وجبة ومن أمثلتها، “البران” وتتميز بأنها آمنه جداً، ورخيصة الثمن، كما تظهر عيوبه في أنه بطيء جداً ويحتاج إلى عدة مرات من الاستعمال في اليوم الواحد والفاعلية غير مؤكدة .
"الغلوكوفاج" لإنقاص الوزن
تقول الدكتورة سلوى عبد الظاهر اختصاصية باطنية: “يفضل استخدام هذه الأدوية التي تقلل الشهية وتعمل على امتصاص الدهون أو السكريات من الجسم، لقلة الحركة وغياب الغذاء المتناسق، ويعتبر دواء “الغلوكوفاج” من الأدوية المنظمة للسكر للمصابين بمرض السكري، ويستخدم حالياً لمن يعانون زيادة في الوزن أيضاً، وهو وقائي ليس لديه أضرار إذا تم اتخاذه بالطريقة الصحيحة وبالجرعة التي يحددها الطبيب، مع المتابعة المستمرة ضماناً لسلامة المريض، أما أدوية الفيتامين والأدرينالين فلا ننصح باستخدامها، حيث تؤدي إلى ارتفاع في ضغط الدم، زيادة في ضربات القلب، دخول المريض في حالة هيجان، والعلاج منها يتم عن طريق استخراجها من الجسم بشكل تدريجي، وتوقيف استخدام الدواء، وصرف أدوية أخرى تساعد على تنزيل ضغط الدم الذي تسببت به هذه الأدوية”.
وتضيف: “الأعراض التي قد تسببها أدوية إنقاص الوزن، ارتباك البطن، حدوث غازات، إسهال، وأكثر الحالات المتضررة من أدوية إنقاص الوزن التي تم استقبالها ومعاينتها كانت تعاني اضطرابات في الجهاز الهضمي، وحالة واحدة فقط قلة التركيز، وجميع هؤلاء تم تناولهم لهذه الأدوية بناء على نصيحة من الصيدلي الذي قام ببيعها لهم” .
أما عن خطة تقليل الوزن والفحوصات التي يتم إجرؤها قبل استخدام الأدوية، تضيف: “يرجع استخدام أدوية إنقاص الوزن إلى طبيعة السمنة التي يعانيها الشخص وتاريخ بدايتها، عن طريق ذلك نستطيع أن نحدد مدى حاجة المريض إلى الأدوية، كما يعد تنظيم الأكل والتغذية السليمة، الرياضة، واستخدام الأدوية بطريقة صحيحة بعد وصف الطبيب، من البدائل الصحيحة والآمنة لتقليل السمنة” .
وتشير الدكتورة سلوى إلى أهمية إجراء الفحوص قبل أخذ الأدوية، كمعرفة العمر، سبب تناول الدواء، فحص الهرمونات والدهون بالدم، فحص الدم، وذلك لمعرفة إذا كان لديه فقر دم ناتج عن سوء تغذية أولاً، حتى لا يتم صرف دواء يضر به، ومعرفة كمية السعرات الحرارية، حيث لا تعطى كمية سعرات حرارية لشخص يتحرك لتحقيق توازن في الجسم .
وعما إذا كان المريض لديه حالات مرضية ويقوم بأخذ أدوية الرجيم، تقول: “لا أستطيع حينها صرف الدواء لشخص لديه حالة مرضية، خاصة لأمراض القلب والغدة الدرقية، ولكن هناك بعض الأمراض التي يأخذ فيها المريض علاجاً لا تؤثر فيها أدوية الرجيم على صحته، وعادة الأدوية تكون الطريقة السهلة لمحبي الأكل، مثل مريض السكر الذي لديه صعوبة في استخدام الأنسولين بسبب خلايا السمنة وهذا علاجه تنقيص الوزن، والأدوية فعاليتها في استخدامها الصحيح” .
وتضيف: “لا أعتقد أن هذه الأدوية تحتوي على مواد سامة، لكن قد تكون لها جوانب وأعراض ولكنها ليست سامة، حيث إن هناك نوعية من أدوية الأعشاب الخاصة بالرجيم، تكون طبيعية ولها فائدة وقد نستخدمها كبديل عن الأدوية الكيماوية، كالشاي الأخضر ويفضل اللجوء إلى هذه الأعشاب قبل الأدوية” .
وعن أكياس الشاي التي تباع في الأسواق والتي لا يعرف لها مصدر أو اسم طبي، تقول: “في ظل التكنولوجيا التي نعيشها أصبح دخول مواقع الانترنت سهل جداً، فيستطيع كل من يقبل على شراء هذه الأكياس، البحث عنها في المواقع ومعرفة دواعي استخداماتها ومحتواها وإن كانت تصلح للاستخدام دون أن تسبب أضراراً صحية، ولا ننصح باستخدام هذه الأكياس دون الرجوع للطبيب، حيث هناك أدوية إنقاص الوزن من الأعشاب تصرف من قبل الطبيب لا تسبب خطورة على مستخدمها حيث تكون مفهومة مكوناتها عند الطبيب” .
كما تنصح الدكتورة مستخدمي هذه الأدوية، باستشارة الطبيب، واستخدام البدائل الصحية التي تقوم على الغذاء، والرياضة، وعدم اللجوء للبدائل العشبية التي قد تكون غير مرخصة من قبل وزارة الصحة ولا تقوم على معايير صحية أو أخلاقية .
تؤدي إلى الانتحار
ومن جانبه يقول الدكتور زياد إبراهيم (صيدلاني): “إن أدوية إنقاص الوزن بعضها جيد وأغلبيتها تؤثر في الصحة، حيث تتمثل خطورتها في تأثيرها على القلب، وعلى الأعصاب، وضغط الدم، والكبد، أما أعراضها فتكون في ارتفاع ضغط الدم، أرق، اكتئاب، فقدان الشهية بشكل خطر حيث تعطي إحساساِ بالشبع وتحرق بعض السعرات الحرارية وهذا هو المطلوب” .
وعن نسبة خطورتها على الرجال أو النساء أكثر يضيف: “تؤثر هذه الأدوية على النساء أكثر من الرجال، وذلك بسب زيادة نسبة الهرمونات عند النساء، حيث يسهم وجود هذه الهرمونات بالإيجاب أو بالسلب في امتصاص هذه الأدوية، وقد تشكل هذه الأدوية خطورة على الحوامل، فتسبب لهن الإجهاض المبكر، وتشوه الجنين، وتسمم الحمل”.
ويشير الدكتور زياد إلى وجود مواد لها أضرار بالغة على الأعصاب من خلال التأثير على مركز الجوع في المخ العصبي للإنسان، فتتسبب بحالات نفسية تؤدي بعد ذلك إلى الانتحار، ومنها ما يؤثر على امتصاص الدهون في الكبد، وكل هذه المواد تشكل خطورة كبيرة على الصحة .
ويضيف أن هناك أدوية بديلة “أعشاب الرجيم” قد تكون أقل ضرراً على جسم الإنسان، وبالرغم من ذلك لابد من استشارة الطبيب أو الصيدلاني قبل الإقدام على شراء هذه الأدوية، حيث انتشرت الكثير من أعشاب الرجيم في الأسواق وعلى مواقع الإنترنت بأسماء عديدة ومن دول مختلفة، دون الحصول على خلفية كافية عن محتوى هذه الأعشاب والمضاعفات التي قد تسببها .
كما يؤكد الدكتور زياد ضرورة استشارة الطبيب في ما إذا كانت هذه الأدوية تحتوي على مواد كيماوية خطرة، مع شرح مفصل عن التاريخ الطبي للمريض لتفادي الوقوع في الأضرار، كما يجب الحرص على الرياضة، واتباع حمية غذائية صحية، وأخذ الجسم كفايته من النوم، وشرب المياه بكميات كبيرة، وعدم الجلوس لفترات طويلة .
“زينيكال” الدواء المعتمد
ويقول الدكتور ياسر شريف، رئيس قسم السلامة الدوائية والمنتجات الطبية، في هيئة الصحة بأبوظبي: “لا يوجد أي دواء مسجل “معتمد” لدى وزارة الصحة لإنقاص الوزن، غير دواء واحد فقط وهو “زينيكال”، وهو دواء يحتوي على مادة فعالة تسمى “أورليستات”، وهو مثبط إنزيم ليباز الأمعاء والبنكرياس وبالتالي يحول دون امتصاص الدهون الغذائية بنسبة 30% ويستخدم لعلاج حالات السمنة تحت الإشراف الطبي ويمكن أن يساعد على نقص بالوزن نحو 7 كيلوغرامات في غضون 3 أشهر” .
ويضيف: “هناك بعض المنتجات المستخلصة من الأعشاب تباع بالصيدليات والمحال التجارية الأخرى على أنها من المنتجات العامة، التي لا تحتاج لترخيص من الوزارة أو هيئة الصحة وذلك بشرط عدم وجود أي ادعاء طبي على المنتج مثل:علاج لمرض السكر، يخفض الكولسترول أو أي شيء من هذا القبيل” .
ضرورة التوعية بمخاطر الأدوية
وعن التوعية بالمخاطر المصاحبة لاستعمال هذه المنتجات يؤكد الدكتور ياسر أن مركز معلومات الأدوية والسموم قام بإصدار منشور تعليمي يهدف إلى توعية الجمهور عند استعمال المنتجات العشبية (سلامة الأدوية العشبية المستخدمة لإنقاص الوزن) يتضمن بعض التعليمات مثل: قد تتفاعل المنتجات العشبية مع المستحضرات العشبية الأخرى ويمكن أن تؤدي أيضاً إلى زيادة ردود الفعل السلبية من الأدوية التي وصفها الطبيب المعالج، كما أن بعض المنتجات العشبية قد تكون ملوثة بمواد سامة مثل الرصاص والزرنيخ والزئبق وغيرها من المعادن السامة لأنها لا تخضع لنفس معايير جودة التصنيع التي تطبق على الأدوية، وعادة ما يكون هناك عناصر متعددة (أكثر من مادة) في التحضيرات العشبية المستخدمة لفقدان الوزن، وبعضها تكون له آثار جانبية خطرة ويمكن أن تؤدي إلى التسمم، مع العلم أنه من الصعب تحديد هذه الأعشاب التي لها آثار سامة حيث إن للعشبة الواحدة عدة أسماء تختلف من دولة لأخرى.
ويشير أن المختبرات المعملية تمت الكشف على عدد من المنتجات غير المسجلة، وعن وجود مواد كيميائية غير معلن عنها في مكونات هذه المنتجات مثل، مواد السيبوترامين، الفينولفثالين، وهي مواد تضر بصحة المستهلك، أو مادة الميتفورمين وهي مادة توصف فقط تحت إشراف طبي، لذا فإن هيئة الصحة لا تنصح باستخدام أي من منتجات الأعشاب لتخفيف الوزن .
شكاوى شبه يومية
وعن الشكاوى التي تم استقبالها عن أدوية إنقاص الوزن، والإجراء المتبع عند تلقي الشكوى، يقول: “يتلقى مركز معلومات الأدوية والسموم العديد من الأسئلة من الجمهور عن أدوية إنقاص الوزن بصورة شبه يومية وتكون أغلب هذه الأسئلة عن القائمة السوداء التي تم نشرها على موقع هيئة الصحة للمركبات التي ثبت بالفعل غشها وذلك عن طريق التحليل المخبري، ويكون محور السؤال عما هي خطورة شراء هذه المنتجات واستعمالها وبالطبع يتم تحذير المستهلك من عاقبة استعمال هذه المنتجات وإرشاده إلى الطريق الصحيح والصحي لإنقاص الوزن، ولكن هناك اتصالات أخرى من المستهلكين الذين قد اشتروا بالفعل أحد هذه المنتجات وقد اشتكى من الأعراض الجانبية وفي هذه الحالة يتم إرشاده للخطوات التي يجب عليه القيام بها مثل التوقف عن استخدام المنتج والتخلص الفوري منه والرجوع إلى مقدمي الرعاية الصحية من أجل تقليل هذه الأعراض وملاحظة تطورها” .
ويضيف: “أما عن القائمة المنشورة على موقع هيئة الصحة فإنه يتم تحديثها بصفة دورية وننصح الجمهور بالاطلاع عليها قبل التفكير في شراء أي منتج لإنقاص الوزن، وعملية التحديث لهذه القائمة يتم عن طريق متابعة الهيئات الصحية العالمية وما يتم اكتشافه بالبلدان الأخرى مثل الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي ودول آسيوية مثل ماليزيا وسنغافورة وكذلك دول مجلس التعاون الخليجية، ويتم تحديثها كذلك عن طريق التحليل المعملي لأي منتج يشك فيه المستهلك كما يقوم المركز بشراء العديد من هذه المنتجات ويتم فحص المعلومات الخاصة بتركيب المنتج كما يتم تحليلها للتأكد من خلوها من الغش أو المواد الضارة الأخرى، وفي حال وجود المنتج مع المستهلك ويود التأكد من خلو المنتج من المواد الضارة يقوم المركز بتوجيه المستهلك للجهة المختصة بعمل التحليل داخل هيئة الصحة وإبلاغه بالنتائج فور ظهورها،كما أن هناك تنسيقاً وتعاوناً مستمراً مع قسم الصحة العامة ببلدية أبوظبي لمصادرة المنتجات المغشوشة، ومعاقبة من يروجونها” .
كما يشير الدكتور ياسر أن ضرر هذه الأدوية يراوح ما بين متوسط الشدة مثل الأرق والتوتر وما بين شديد جداً مثل الخفقان الشديد للقلب مع وجود لغط والسكتة الدماغية وفي بعض الأحيان تضرر الكبد، أما بخصوص الحالات التي كان ضررها متوسط الشدة فالعدد من الصعب إحصاؤه على وجه الدقة، ولكن أغلبية المتصلين بالمركز من الجمهور، وعددهم نحو 800 قد تناولوا هذه المنتجات وكانوا يعانون من عرض واحد على الأقل ولكن من دون أن يربطوه مباشرة مع استعمال المنتج، وكان يتم اكتشاف ذلك من خلال الحوار مع المتصل، أما الضرر الشديد جداً فلم يتم ربط أي حالة مباشرة مع استعمال منتج لإنقاص الوزن .
الأدوية المغشوشة
وعن الأدوية المغشوشة وآثارها الجانبية يقول: “الآثار الجانبية لأدوية إنقاص الوزن تكون في العادة هي نفس الآثار الجانبية للمادة التي تم غش المنتج بها، مثل “سيبوترامين” وهي مادة خاضعة للرقابة وتم سحبها من أسواق الولايات المتحدة وأوروبا والإمارات في عام 2010 لأسباب تتعلق بالسلامة، حيث إنها تشكل تهديداً لصحة المستهلكين لأن مادة سيبوترامين معروفة بتسببها في زيادة ضغط الدم ومعدل النبض لدى بعض المرضى، وقد تشكل خطراً كبيراً للمرضى الذين يعانون من مرض الشريان التاجي، فشل القلب، لغط القلب، أو السكتة الدماغية، وقد تتفاعل هذه المادة أيضاً مع أدوية أخرى قد يأخذها المستهلك مما يعرض حياته للخطر” .
ويضيف: “من الأدوية الأخرى” فينولفثالين “وهي مادة قد تسبب سرطان القولون وذلك لأنها تمكث طويلاً بالجهاز الهضمي وتتسبب بتهيج الأمعاء، ما يسبب مغصاً وإسهالاً شديداً قد يؤدي لخطر الجفاف، أما “يوهمبين” فهي مادة تم حظر استعمالها طبيا عن طريق وزارة الصحة منذ 1983 وهي من المواد التي تؤثر على الجهاز العصبي ويمنع تناولها لمن يعانون من الصرع أو ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب وذلك أنها تتسبب في حدوث تشنجات وارتفاعاً بضغط الدم، وهناك العديد من المواد الأخرى غير معروفة وتتسبب بأعراض جانبية متنوعة، مثل الغثيان والدوخة واضطراب الأعصاب والأرق” .
كما ينصح الدكتور قبل استخدام هذه الأدوية أو عند التعرض لأضرارها الاتصال بمركز معلومات الأدوية والسموم، لمعرفة المزيد عن الموضوع وطلب الاستشارة على الرقم المجاني 800424 أو الدخول على موقع الهيئة على الإنترنت (haad .ae) واستخدام خدمة “اسأل مركز معلومات الأدوية والسموم” الموجود على الصفحة الإلكترونية الرئيسة .
الرقابة المشددة
وفي تصريح سابق للدكتور أمين الأميري وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون الممارسات الطبية والتراخيص، ورداً على شكوى إحدى مستخدمات أدوية إنقاص الوزن، قال: “الوزارة جاهزة للقيام بواجبها بإجراء التحريات والتحقيقات اللازمة فور تلقيها أي شكوى من هذا النوع، لاسيما عندما يتعلق الموضوع بترويج وتوزيع أحد المنتجات غير المرخصة في الدولة، لتتخذ الإجراءات القانونية الرادعة حيال ذلك” .
وأشار إلى أنه يجب على كل الصيدليات الالتزام المطلق ببيع الأدوية المرخصة من الوزارة حصراً، وأنه على الشركات تسجيل منتجاتها ونيل الترخيص اللازم من وزارة الصحة المعنية بالإشراف على أي نوع من المكملات الغذائية أو المواد الغذائية التي لها ادعاء طبي بناء على الاتفاق الذي تم بين وزارتي الصحة والبيئة .
وأضاف أنه رغم الرقابة والمتابعة، تسعى بعض الشركات الأجنبية إلى ترويج منتجاتها سعياً للربح المادي من دون النظر إلى ما قد يترتب عن استخدامها من ضرر للإنسان ولمجتمع الإمارات .
كما ناشد الجمهور التعاون مع الجهات المعنية في الوزارة والهيئات الصحية والإبلاغ عن أي ملاحظة على أي منتج دوائي أو مكمل غذائي أو حتى في حالة الشك والرغبة بالتأكد من أنه مسجل ومرخص بالدولة، ليتم تلافي وتجاوز أي حالات خلل أو أخطاء من هذا النوع فور ظهورها، معتبراً هذا التواصل شكلاً من أشكال الخدمة الاجتماعية التي تقع على عاتق الجميع وبتضافر كل الجهود.