كيف نرد علي من يسبون أصحاب النبي- صلى اله عليه وسلم- ؟
جواب السؤال
هذه المسألة مسألة في غاية المرارة أن تظهر في بلاد السنة ، أن يُسَب
الصحابة في بلاد الروافض هذا يتوافق مع أصول مذهبهم , ولكن أريد أن أنبه
على شيء ، إدعاء الكاتب للكلام أنه قد أتى بما يقول من كتب التراث ومن
الصحيحين ، لم يأتي بشيء من عنده ، وأنا أريد أن أبين لكم والموضوع شديد
الصلة بالكلام عن البخاري وعن صحيح البخاري والأسانيد وتصحيح الأسانيد
تضعيفها وغير ذلك .
هناك
فرق كبير جدًا بين أسانيد السنة وأسانيد التواريخ ، التواريخ عبارة عن
أحداث ، وكيف يأتي المؤرخ بالمعلومة ؟ المؤرخ يكتب المعلومة عن كل من هب
ودرج ، حدث أي حدث في بلد ما ، سنفترض جدلاً أن هناك بناية عظيمة انهارت ،
أي صحفي يريد أن يغطي هذه المسألة هو يسأل أي أحد في مكان الحدث ، هل يعرفه
، يعرف أن هذا المتكلم صادق أم كاذب ؟ لا يعرف ، هل يعرف أي شيء عن ترجمته
، لا يعرف ، إنما يقول له قل لي ما الموضوع ؟ فيقول له : الموضوع كذا كذا
كذا وأنا أقف وجدت شيء نزل ويكتب ما عنده ، يذهب لأخر ، وأنت ماذا رأيت ؟
يقول له: رأيت كذا كذا كذا ، ممكن يكون فيه أكبر الكذابين يقف ، أنا كرجل
مؤرخ أو صحفي أكتب كل شيء أسمعه مع قطع النظر هي صحيحة أم لا ، وأنت ما
اسمك ؟ يقول: اسمي كذا ، أكتب حدثني فلان الفلاني أنه بينما هو واقف حدث
كذا وكذا وكذا .
ويبدأ
المؤرخ أن يجمع كل ما هو متعلق بالواقعة من أي إنسان يقابله ، أئمة
التاريخ الذين جمعوا التواريخ وعلى رأسهم إمام المؤرخين وإمام المفسرين
المجتهد المطلق الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري- رحمه الله- له تاريخ
الأمم والملوك ، مطبوع في عشر مجلدات ، قال في مقدمة ، لأن الكاتب قال أنا
أتيت بهذا من تاريخ الطبري ، الطبري لما يقول حدثنا عن فلان عن فلان عن
فلان ،هل الطبري – رحمة الله عليه- تعهد بصحة الأخبار الذي يأتي بها ، لا ،
نص الإمام الطبري في مقدمة كتاب التاريخ على أن الأخبار الذي يستشنعها
السامع ويستنكرها القارئ ليست من قبله هو ، إنما من قبل من حكاها .
فيقول
أنا كل الذي علي أنني أديت إليك ما سمعت ، فأي إنسان يريد أن يأخذ معلومة
من كتب التواريخ لابد أن يكون عليمًا بطرائق نقل الأخبار ما هي صفات
الأخبار المقبولة ؟ وما هي صفات الأخبار المردودة ؟ لكن يدخل بصدره وليس
عنده أي فكرة عن أي شيء ويدخل في تاريخ الطبري ، فهذا كحاطب ليل كما يقول
العرب ، حاطب الليل رجل يجمع حطب فبينما هو يجمع الحطب إذا حية في وسط
الحطب لدغته فمات .
من
يدخل في كتب التواريخ لابد أن يكون عليمًا بطرق نقل الأخبار التي اتفق أهل
العلم عليها ، فلماذا كل علم في الدنيا يُحتَرم ما عدا علم الشريعة ؟ كل
واحد يدخل الشريعة بصدره وفعل ما يريد ويفهم ما يريد ، هذا الكلام غير
متواضع عليه عند سائر أصحاب العلوم ، كل علم له رجاله ، وأي إنسان يحترم
نفسه ولا يريد أن تلعنه الناس أو تصفه بالجهل يعرف هو يدخل على أي فن ،
اليوم لو أن واحد ليس معه طب نهائيًا وفتح عيادة واكتشف أن هذا الإنسان
يمارس مهنة الطب بدون ما يكون معه بكالوريوس فضلاً عن الشهادات المتخصصة
الأخرى ، فهذا يدخل السجن ، لماذا ؟ يقول هذه أرواح الناس وليست لعب ، هذا
عندما يعطى لواحد دواء خطأ يقتله ، وكذلك دين الناس ليس لعبه أيضًا ،
الشريعة ليست لعبة أن يدخل أي أحد فيها ، وأن أي أحد يتكلم فيها كما يريد .
أي
إنسان يريد أن يصون ماء وجهه فلا يذكر باللعنات فعليه أن يعرف مواضع قدميه
، كتب التواريخ غير كتب السنة ، أسانيد السنة حفظت والعلماء دققوا
واشترطوا ألا يؤخذ حديثٌ من أحد إلا إذا كان دينًا ، خيرًا حافظًا ، لديه ذاكرة حفظ جيدة ، وليس كلما سئل قال أنا يتهيأ لي ، فنقول له لا ، ولا نقبل منه الخبر إلا إذا كان ضابطًا حافظًا .
أسانيد
كتب التواريخ ليست كذلك ، الفتن يكثر فيها الافتراءات والكذب والأسانيد
المعضلات والمرسلات ، فضلاً عن الأسانيد المكذوبة ، فأي إنسان يطلب النجاة
لنفسه يوم القيامة لأنه كما قيل:
فلا تكتب بكفك غير شيء * يسرك في القيامة أن تراه .
إن
الله عز وجل يزن يوم القيامة بالذرة وبمثقال الذرة ، هذا الذي يقولوه يسد
عين الشمس ، الذي يقولوه في الصحابة ، الذين قال فيهم النبي- عليه الصلاة
والسلام- " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم ملء أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
معنى
الكلام لو أن هذا السَّاب للصحابة كان يمتلك ملء الأرض ذهباً فأنفقه وجاء
صحابي من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- وتصدق بمد من شعير ، والمد: ملء
الكفين ، والنصيف: ملء كف واحد ، فهذا السَّاب المتأخر لو أنفق مثل أُحدٍ
ذهبًا وأنفق صحابي مد شعير لكان هذا المد أفضل من هذا الجبل الذهب من هذا
المتأخر السَّاب ، لأن النبي – صلي الله عليه وسلم- يقول لا تسبوا أصحابي ،
لأن سب الصحابة باختصار كما قال الإمام مالك ، قال:[ هؤلاء أرادوا أن يطعنوا على رسول الله- صلي الله عليه وسلم فلم يجرئوا ولم يستطيعوا فنبذوا أصحابه ، وقالوا له صحابة سوء ] فالإنسان إذا كان صالح هل يصاحب أهل السوء والدون والسوقة والرعاع ؟ فهم عندما سبوا الصحابة وهناك من كتب أبو
هريرة الأراجوز ، أهذا يقال على أبو هريرة في بلاد السنة ، فكيف يقول
الروافض إذا كان هذا حال أهل السنة ؟ ، فهناك سب لأصحاب النبي- صلي الله
عليه وسلم- ، وهذا السب في الحقيقة إنما يعود على النبي- صلي الله عليه
وسلم- كما قال الإمام مالك- رحمه الله- والكلام في الحقيقة مر وطويل ولعلنا
نستوفي هذا الكلام إن شاء الله تعالي .
جواب السؤال
هذه المسألة مسألة في غاية المرارة أن تظهر في بلاد السنة ، أن يُسَب
الصحابة في بلاد الروافض هذا يتوافق مع أصول مذهبهم , ولكن أريد أن أنبه
على شيء ، إدعاء الكاتب للكلام أنه قد أتى بما يقول من كتب التراث ومن
الصحيحين ، لم يأتي بشيء من عنده ، وأنا أريد أن أبين لكم والموضوع شديد
الصلة بالكلام عن البخاري وعن صحيح البخاري والأسانيد وتصحيح الأسانيد
تضعيفها وغير ذلك .
هناك
فرق كبير جدًا بين أسانيد السنة وأسانيد التواريخ ، التواريخ عبارة عن
أحداث ، وكيف يأتي المؤرخ بالمعلومة ؟ المؤرخ يكتب المعلومة عن كل من هب
ودرج ، حدث أي حدث في بلد ما ، سنفترض جدلاً أن هناك بناية عظيمة انهارت ،
أي صحفي يريد أن يغطي هذه المسألة هو يسأل أي أحد في مكان الحدث ، هل يعرفه
، يعرف أن هذا المتكلم صادق أم كاذب ؟ لا يعرف ، هل يعرف أي شيء عن ترجمته
، لا يعرف ، إنما يقول له قل لي ما الموضوع ؟ فيقول له : الموضوع كذا كذا
كذا وأنا أقف وجدت شيء نزل ويكتب ما عنده ، يذهب لأخر ، وأنت ماذا رأيت ؟
يقول له: رأيت كذا كذا كذا ، ممكن يكون فيه أكبر الكذابين يقف ، أنا كرجل
مؤرخ أو صحفي أكتب كل شيء أسمعه مع قطع النظر هي صحيحة أم لا ، وأنت ما
اسمك ؟ يقول: اسمي كذا ، أكتب حدثني فلان الفلاني أنه بينما هو واقف حدث
كذا وكذا وكذا .
ويبدأ
المؤرخ أن يجمع كل ما هو متعلق بالواقعة من أي إنسان يقابله ، أئمة
التاريخ الذين جمعوا التواريخ وعلى رأسهم إمام المؤرخين وإمام المفسرين
المجتهد المطلق الإمام أبو جعفر محمد بن جرير الطبري- رحمه الله- له تاريخ
الأمم والملوك ، مطبوع في عشر مجلدات ، قال في مقدمة ، لأن الكاتب قال أنا
أتيت بهذا من تاريخ الطبري ، الطبري لما يقول حدثنا عن فلان عن فلان عن
فلان ،هل الطبري – رحمة الله عليه- تعهد بصحة الأخبار الذي يأتي بها ، لا ،
نص الإمام الطبري في مقدمة كتاب التاريخ على أن الأخبار الذي يستشنعها
السامع ويستنكرها القارئ ليست من قبله هو ، إنما من قبل من حكاها .
فيقول
أنا كل الذي علي أنني أديت إليك ما سمعت ، فأي إنسان يريد أن يأخذ معلومة
من كتب التواريخ لابد أن يكون عليمًا بطرائق نقل الأخبار ما هي صفات
الأخبار المقبولة ؟ وما هي صفات الأخبار المردودة ؟ لكن يدخل بصدره وليس
عنده أي فكرة عن أي شيء ويدخل في تاريخ الطبري ، فهذا كحاطب ليل كما يقول
العرب ، حاطب الليل رجل يجمع حطب فبينما هو يجمع الحطب إذا حية في وسط
الحطب لدغته فمات .
من
يدخل في كتب التواريخ لابد أن يكون عليمًا بطرق نقل الأخبار التي اتفق أهل
العلم عليها ، فلماذا كل علم في الدنيا يُحتَرم ما عدا علم الشريعة ؟ كل
واحد يدخل الشريعة بصدره وفعل ما يريد ويفهم ما يريد ، هذا الكلام غير
متواضع عليه عند سائر أصحاب العلوم ، كل علم له رجاله ، وأي إنسان يحترم
نفسه ولا يريد أن تلعنه الناس أو تصفه بالجهل يعرف هو يدخل على أي فن ،
اليوم لو أن واحد ليس معه طب نهائيًا وفتح عيادة واكتشف أن هذا الإنسان
يمارس مهنة الطب بدون ما يكون معه بكالوريوس فضلاً عن الشهادات المتخصصة
الأخرى ، فهذا يدخل السجن ، لماذا ؟ يقول هذه أرواح الناس وليست لعب ، هذا
عندما يعطى لواحد دواء خطأ يقتله ، وكذلك دين الناس ليس لعبه أيضًا ،
الشريعة ليست لعبة أن يدخل أي أحد فيها ، وأن أي أحد يتكلم فيها كما يريد .
أي
إنسان يريد أن يصون ماء وجهه فلا يذكر باللعنات فعليه أن يعرف مواضع قدميه
، كتب التواريخ غير كتب السنة ، أسانيد السنة حفظت والعلماء دققوا
واشترطوا ألا يؤخذ حديثٌ من أحد إلا إذا كان دينًا ، خيرًا حافظًا ، لديه ذاكرة حفظ جيدة ، وليس كلما سئل قال أنا يتهيأ لي ، فنقول له لا ، ولا نقبل منه الخبر إلا إذا كان ضابطًا حافظًا .
أسانيد
كتب التواريخ ليست كذلك ، الفتن يكثر فيها الافتراءات والكذب والأسانيد
المعضلات والمرسلات ، فضلاً عن الأسانيد المكذوبة ، فأي إنسان يطلب النجاة
لنفسه يوم القيامة لأنه كما قيل:
فلا تكتب بكفك غير شيء * يسرك في القيامة أن تراه .
إن
الله عز وجل يزن يوم القيامة بالذرة وبمثقال الذرة ، هذا الذي يقولوه يسد
عين الشمس ، الذي يقولوه في الصحابة ، الذين قال فيهم النبي- عليه الصلاة
والسلام- " لا تسبوا أصحابي فو الذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم ملء أحد ذهبًا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه " .
معنى
الكلام لو أن هذا السَّاب للصحابة كان يمتلك ملء الأرض ذهباً فأنفقه وجاء
صحابي من أصحاب النبي- صلى الله عليه وسلم- وتصدق بمد من شعير ، والمد: ملء
الكفين ، والنصيف: ملء كف واحد ، فهذا السَّاب المتأخر لو أنفق مثل أُحدٍ
ذهبًا وأنفق صحابي مد شعير لكان هذا المد أفضل من هذا الجبل الذهب من هذا
المتأخر السَّاب ، لأن النبي – صلي الله عليه وسلم- يقول لا تسبوا أصحابي ،
لأن سب الصحابة باختصار كما قال الإمام مالك ، قال:[ هؤلاء أرادوا أن يطعنوا على رسول الله- صلي الله عليه وسلم فلم يجرئوا ولم يستطيعوا فنبذوا أصحابه ، وقالوا له صحابة سوء ] فالإنسان إذا كان صالح هل يصاحب أهل السوء والدون والسوقة والرعاع ؟ فهم عندما سبوا الصحابة وهناك من كتب أبو
هريرة الأراجوز ، أهذا يقال على أبو هريرة في بلاد السنة ، فكيف يقول
الروافض إذا كان هذا حال أهل السنة ؟ ، فهناك سب لأصحاب النبي- صلي الله
عليه وسلم- ، وهذا السب في الحقيقة إنما يعود على النبي- صلي الله عليه
وسلم- كما قال الإمام مالك- رحمه الله- والكلام في الحقيقة مر وطويل ولعلنا
نستوفي هذا الكلام إن شاء الله تعالي .